- غبار الذِّكريات-
*****
الحياة
ياصديقي
صخرة صمَّاء
لايُسمَع صرخاها
إلَّا بمطرقة الزَّمن
والحلم
تراكيب سراب
ينام على كثبان من
الرِّمال المتحرِّكة
مع الرِّيح
والأمل
تحفة يبدعها
خيال الفلاحين وهم
ينثرون بذارهم
على خطوط
التُّربة الهشَّة
والحقيقة
الماً يجرفه السِّيل المندفع
باتجاه الوديان
التي استيقظت فجأة
بعد سبات عميق
وأنا
أدنو إلى ذات الجهة
التي يصدر من
جوفها الأنين
والأيام
قد بدأت تنفض
عن كاهلها غبار الذِّكريات
المملوءة بالحنين
حنين إلى
ذات المبادئ التي
اختلفت بها
مع خطواتي باللارجوع
وأنا أنظر إلى غيمة
تتصاعد من
سجائري المتتالية
لتتلاشى في
اللامكان
بعد أن ترسم حورية
بطعم البابونج
الصِّدق أقول:
أنا لا أشرب البابونج
مع السجائر
بل أعشق القهوة السمراء
كخد صبيَّةٍمن دلهي
تكرج بخطوها
كطيور القطا
ويتكسَّف صوتها
كالضوء على سطح
نهر الغانج
وينثني
كدرج السُّلم الموسيقيِّ
الرَّخيم
ويتلوَّى خصرها
مثل السَّنابل
الله
كم كانت تحنُّ عليَّ
تلك السَّنابل
إلى أن سرقها مني
ذات يومٍ
بائع الأمنيات
أراهن
أن غالبية أطفالنا
لم ترى خصرا
من السَّنابل
ولم تقرأ
في جغرافية قرانا
بوح النَّاي للمراعي
ولم تسجد يوماً
على جبلٍ من حصاد
أصفر
بحضن البيادر
أراهن أنّهم
لم يشاهدوا النُّسوة
وهي تتمشَّط
بخضرة الزَّعتر
وترخي على كتفيها
جدائل السّنديان
أراهن.....
أنَّنا جماعة من الغجر
نتحاور حتى الآن
مع صخب
المدينة
وجشع المستنفذين .
بقلمي.
محسن محمَّد فندي
M.M.F
********
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق