هــي الصُّـبــح
-------------------- من البحر الطويل
محاكاة لقصيدة الشاعر أَبي فراسٍ الحمداني :
أَبيتُ كأَني للصبابَةِ صاحِبُ
وللنومِ مُذ بان الخليطُ مُجانِبُ
------------------------------------------------
أَبَيـنَ سُهـادي والرُّقـاد تَجـاذُبُ
فَيـأْسرُ جَفنَيَّ الكَـرى أَو يُغـالِبُ
أُحـاولُ نومـاً والرُّقـادُ مُعانِدي
يُـبــاعِـدُ أَحـيــاناً ، وَحيـنا يُقــارِبُ
فَأُمسي وَأَغدو بَينَ جَفنٍ مُقرَّحٍ
وُمُهجَـةِ صَـبٍّ أَنهَكتْهـا التَّجارِبُ
أَتَتني وَكادَ الليلُ يُرخي سُدولَهُ
على وَجهِهِ الفَضِّيِ والمَزنُ غاضِبُ
كَأَنَّ الليالي البيضِ بَينَ شِفاهِها
عُقـودُ جُمـانٍ أَمطَرتْهـا السَّحـائِبُ
وَوردَ مُحيَّاها النَّضيرَ وَخدَّها
مَـصـابـيـــحُ دُرٍّ كَـللَـتْـهـا الـذَّوائِـبُ
تَوهَّمْتُ أَنَّ الشَّوقَ يَبري فُؤادَها
وَتَسعَرُ ما بينَ الضُّلوعِ الرَّغائِبُ
وَلكِنَّهـا لَـم تَأْتِ شَـوقـاً وَلَهفَـةً
كأَنِّي بِهــا جـاءَتْ إِليَّ تُعــاتِبُ
رَمَتني بِسَهمٍ مِن كِنانَةِ رِمشِها
وَلِلرِمشِ في غَزوِ القُلوبِ مَذاهِبُ
يَغـورُ بِقلبـي حـارِقـاً فَيـضُمُّـهُ
وَإِنَّ فُــؤادي فـي هَـواهُ لَـذائِـبُ
تَعبتُ مِنَ الهجـرانِ حَتَّـى كَأَنَّني
لِـكُـلِّ عَـذابـاتِ الـفـِـراقِ مُـصـاحِـبُ
أَما آنَ أَن يَدنو البَعيدُ وَتنجَلي
غًيـومُ الـتَّـنائي والـرِّيـاحُ الغَـوارِبُ
وَيَعذُبُ في دَوحِ الحَبيبِ غَديرُهُ
وَتَصفو بِغدرانِ القُلوبِ المَشارِبُ
وَحَتَّامَ لا نارُ الصَّبابَةِ تَنطَفي
وَلا القَلبُ عَنْ خَوضِ المَهالِكِ تائِبُ
هيَ الصُّبح في الإشراقِ والشَّمسُ والسَّنا
وَبَدرُ الدُّجى في خِدرِها والكـواكِبُ
فَوا عَجباً أَشقى بِها وَهيَ جَنَّتي
وَتُتلِفُ عَينَيَّ الدُّموعُ السَّواكِبُ
وَنارُ التَّنائي في الفُؤادِ وَجيدَةٌ
كَـأَنَّ فُـؤادي بـالـشَّـقــاوَةِ راغِــبُ
أَتُسعَدُ روحي إِنْ نأَتْ وجوارِحي
وَيُجلى ظَلامُ الليلِ والبَدرُ غائِبُ
فَلولا هواها ما صَبَوتُ إِلى هوىً
وَلا أَسْلَمتني لِلهُمومِ الغَيـاهِـبُ
شِعر
أَكرم عبدالكريم ونُّوس
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق