الخميس، 25 فبراير 2021

مقالة & شذرة درب الحكمة & بقلم الكاتب : السهلي ابرا

 شذرة درب الحكمة

في معنى أن تكون صديقا(sophos) 

السهلي ابراهيم - المغرب

أن تكون محبا للحكمة معناه أن تكون صديقا للإنسان فقد

علمتني الفلسفة أن أكون  صديقا محبا للإنسان سواء ذلك الذي يكمن في شخصي أو ذلك الذي يوجد عند الغير. كما علمتني أن أكون صديقا للإنسان مهما صدر منه عيب ومهما نصّب نفسه عدوا لي، وذلك حفاظاً على القيم الكونية للإنسانية وسيرا على درب سقراط لتنتصر الإنسانية وقيمها الكونية النبيلة. 

ارتويت بقيم الإنسانية من نبع الحكمة في اليونان واستشربت مبادئ الحكماء وأنا أتحسس المعنى في عبارة سقراط "أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك" لذلك أحببت أن أكون إنسانا في ذاتي ولذاتي مهما كان الغير مختلفا عني في الجغرافية واللون والثقافة، الدين واللسان أو العرق... ومهما حمل في ذاته  من العداء لي لا أبادله الكراهية بالبغض، والعداء بالضغينة والخصومة بالحقد...لأني أحببت أن أكون صديقا ولأن نفسه أصبحت أسيرة القيم الدنيئة فقتلت الإنسان الذي بداخله والحال هذه، أجدر بنا أن نشفق على نفسه التي ضلت طريقها عن درب الإنسانية.

علمتني الفلسفة أن لا أحيد عن طريق الإنسان المحب للإنسان في اختلافه مهما اختلفت مشاربنا الفكرية والاديولوجية ففي الإختلاف حياة متجددة، نحن لا نستحم في النهر مرتين، لكن يجب أن نداوم استحمام عقولنا في نهر الحكمة  لترتوي النفس قبسا منها...

علمتني الفلسفة أن أكون سقراطيا محبا للفضيلة مدافعا عن الإنسان الكوني حتى لو كان يكن العداء لي أحاوره أجادله وأقبل اختلافه كإنسان في ذاته. 

علمني سقراط أن لا أكون ادعائيا، ولا أنصب نفسي عارفا فكل ما أعرف هو أني لا أعرف شيئا، فمهة الفيسلوف الإنسان محبة الحكمة وفي ذلك قيمة أخلاقية عليا لمن ينصب نفسه عارفا؛

علمتني الفلسفة أن أكون أفلاطونيا أغادر كل كهف عمر فيه الجمهور والعوام، وأن أمشي تحت نور الشمسالوهاج ولو سرت وحيدا ألامس الجمال والحقيقة...

علمتني الفلسفة أن لا أكون عدمياولا أقتل كل ما هو إنساني في الإنسان. 

أخذت من الفلسفة مطرقة نيتشه لأهدم كل الأنساق والأفكار العدمية والوثوقية، وأن تصاحبني المطرقة لأقوض كل ادعاء حول مفهوم الإنسان لأصبح صديقا للإنسان... 


ابراهيم السهلي أستاذ الفلسفة وباحث في علم الإجتماع 

المغرب




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ لم يعد يُؤتمن ♕ بقلم الشاعرة : سها صلاح إبراهيم

 ((لم يعد يُؤتمن)) فؤادي لا تدع الشوق  يأخذك بعيدًا.  سيرافقنا برفقة  الجوارى، ويُلهم نفسه  بخضوعٍ للعشق؟  إنه خيالك المُضلل.  الأميرات ورثن...