الثلاثاء، 30 مارس 2021

مقالة & يوم اليتيم & بقلم الكاتبة : د. عبير منطاش

 يوم اليتيم

د/عبير منطاش


يحتفل العالم كل عام بيوم اليتيم في أول جمعة من شهر أبريل،  ويستعد نجوم المجتمع وبعض القادرين ماديا لهذا اليوم.


ويذهبون إلى المؤسسات والجمعيات التي ترعى الأيتام لتقديم الملابس والألعاب والهدايا والطعام


ويقومون بأخذ الصور والفيديوهات ونشرها على صفحاتهم الشخصية.


وينتهي اليوم وينسى بعد ذلك اليتيم إلى أن يحين العام الذي يليه للأسف هذا هو الحال.


لا أحد يتذكر هؤلاء الأطفال ولاأحد يعلم بحالهم إلا الله ومن رحم ربي من أصحاب القلوب الرحيمة.


وإن كنا نتحدث عن اليتيم بمناسبة يوم اليتيم

واليتيم المقصود هو من فقد والده قبل سن البلوغ أو فقد الوالدين.


لكن ماذا عن من فقد رعاية والده و هو على قيد الحياة، ما مصير هؤلاء الأطفال.


من تركهم آبائهم وأمهاتهم بإرادتهم وتخلوا عنهم بسبب حالات الطلاق أو الفقر.


اليتيم ... نحن ندعو المجتمع والمؤسسات لكفالته ورعايته لأنه ليس لديه من يرعاه ويتولي تربيته من أب أو أم.


لكن ماهو الحال لمن كان والده على قيد الحياة

وقد تخلى عنه وعن رعايته.


ومهما كان السبب فلا يوجد مبرر لذلك التصرف القاسي من الأم أو الأب.


بكل صراحة لم أجد حروف وكلمات تعبر عما بداخلي من ألم وحزن عما أراه حولي في المجتمع.


من قسوة في القلب، وإنعدام الرحمة في قلوب بعض الآباء والأمهات.


ونحن في يوم اليتيم كيف أدعوا إلى الرحمة بهم من المجتمع وأنا أرى أن نفس هذا المجتمع فيه من الآباء والأمهات من تخلوا عن دورهم وهم على قيد الحياة.


ما أكثر الأيتام في المجتمع الذين لا يعرف عنهم أحد شيئا، وما أقسى المشاعر التي يشعرون بها من قهر وظلم وحرمان عاطفي ومادي.


إذا كنت أدعوا للرحمة والرعاية فأنا حقا أريدها

لكل أطفال المجتمع الذين ليس لديهم من يرعاهم وهؤلاء ليس في المؤسسات فقط إنما حولنا

في كل مكان.


نراهم كل يوم ولا نقدم لهم شيئا ونتذكرهم فقط في يوم اليتيم.


أتمنى أن يكون الاحتفال بالأيتام كل يوم وليس كل عام، الإهتمام باليتيم ليس مجرد منحه لعبة أو فستاناً وإنما ينبغى أن يتجاوز ذلك لتوجيهه وصناعة مستقبل أفضل له.


نحن عند اهتمامنا بهؤلاء الأطفال وأقصد بكلامي كل طفل فقد الرعاية سواء فقد والديه أو تخلوا عنه.فنحن نحمي المجتمع من خطر عظيم.


فذلك الطفل لو لم يجد من يرعاه ويهتم به ليصبح فردا صالحا في المجتمع سيصبح فردا هداما لهذا المجتمع.


وعرضه لاستغلال النفوس المريضةوالعقول الفاسدة التي تزرع الكره والحقد في النفوس.


وفوق كل ذلك كيف ننسى فضل كفالة اليتيم بين رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن كفالة اليتيم باب عظيم من الأجر والثواب، ورفعة شأن لمن يقوم به.


ولا أدل على ذلك من أنّه رفيق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الجنة، فقد قال: (وَأنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا)


وكفالة اليتيم تكون بضم الكافل اليتيم إلى بيته، أي ضمه إلى أسرته ليعيش مع أبنائه، ويقوم على رعايته وتربيته  ، وهذه هي الصورة المثالية والأفضل والأعلى  لكفالة اليتيم.


 والشكل الآخر للكفالة تكون بدفع  المال بشكل منتظم بما يكفي للإنفاق على اليتيم الذي يعيش في مكان أخر ، وهذا الشكل من الكفالة وإن كان  أقل درجة من الصورة الأولى إلا إنه يترتب عليه عظيم الأجر وينال الكافل به أجر الكفالة. 


ومن فضائل كفالة اليتيم:

يضاعف أجر وثواب كفالة اليتيم إن كان من الأقارب،  ترقيق القلب وإزالة القسوة منه. 


بناء مجتمع متراحم أفراده متعاونون فيما بينهم، و تزكية المال وتطهيره، والبركة لصاحبه به.


كما أنه من  الأخلاق العظيمة التي حث عليها الإسلام. ودلالة على الفطرة السليمة النقية التي فطر الله -سبحانه- الناس عليها.

رزقني وإياكم عفوا الله ورضاه.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ لم يعد يُؤتمن ♕ بقلم الشاعرة : سها صلاح إبراهيم

 ((لم يعد يُؤتمن)) فؤادي لا تدع الشوق  يأخذك بعيدًا.  سيرافقنا برفقة  الجوارى، ويُلهم نفسه  بخضوعٍ للعشق؟  إنه خيالك المُضلل.  الأميرات ورثن...