الأُمُّ
نَكْتُبُها بِالحُروفِ الأرْبَعَة
أغْلى مِنَ الذَّهَبِ و الفَضَّة
لا تَكْفِيني فِيها المَوْسوعَة
أمّي أنْتِ أَصْدَقُ الحَبِيبَة
أَعْطَرُ الوُرُود في الحَديقَة
عَطْفُها حَنانُها نِبْراسُ الحَياة
تَحْتَ قَدَمَيْها أبْوابُ الجَنَّة
قَمَرٌ يُضيءُ بِتِلْكَ الابْتِسامة
مِنْ أجْلِنا ذابَتْ كَما الشَمْعَة
كَمْ سَألوني عَنْ حُبّي لِلنِّسوَة
هُوَ لِمَنْ حَمَلَتْني طُولَ التِّسْعَة
لِمَن مَلَأَتْ كُلَّ حَياتِنا بالبَرَكَة
تَحْتَ جَناحَيْها تَجْتَمِعُ الأُسْرَة
مَنْبَعُ الرِّزْقِ الصَّفاءِ مَنْبَعُ السَّعادَة
و عَلى جُدْرانِ العُمْرِ هِيَ الصُّورَة
غَنَّيْتُ لَكِ لَحْناً عَلى أَنِيتِ الأَلَم
بَعْدَ رَحيلِكِ ماتَ النُّورُ المُفْعَم
وَدَّعْتُكِ و الدَّمْعُ على خَدِّ الأيّام
حينَها عَلِمْتُ أنَّني فَقَدْتُ العالَم
كَطِفْلٍ رَضيعٍ خائِفٍ مِنَ الظَّلام
نادَيْتُكِ اِنْتَظَرْتُ الرَّدَّ المُلائِم
تَيَقَّنْتُ أصْبَحْتُ مِنَ اليَتائِم
عَلى قَبْرِكَ نَزَلَتْ الحَمائِم
بِمَوْتِ أمِّي فَقَدْنا الوَلائِم
تَساءَلْتُ بَعْدَكِ ما القادِم
كَيْفَ الحَياةُ بَعْدَ أمٍّ فَقَدْتُها
لا مَلِكَةٌ بَعدُ تَسْتَحِقُّ عَرْشَها
و كَيْفَ تُلَذُّ العِيشَةُ بَعْدَها
رَضِيعٌ طِفْلٌ القَلْبَ أسْكَنَها
الرَّجُلُ الكَهْلُ بَكى فِراقَها
أَأَقولُ وَداعاً يا أمِّي أمْ إلى اللِّقاء
يَجْمَعُنا الحَقُّ الرَّحمانُ بِدار البَقاء
اللَّهُمَّ اِرْحَمْها فَأنْتَ رَبُّ السَّماء
أدْخِلْها جَنَّةَ الخُلْدِ مَعَ الأنْبِياء
في الدُّنْيا مَلاكٌ أجْمَلُ البَهاء
نَعَيْتُكِ بِدَمْعٍ صارِخٍ على الهَواء
قُلْتُ سافَرَتْ و تَقَبَّلْتُ العَزاء
تاجُ رَأْسي ذي الفَضْلِ و الوَفاء
مَلِكَةُ الحُبِّ ذي القَلْبِ المِعْطاء
حَزِنَ القَلَمُ و كَتَبَ أبْياتَ الرِّثاء
طنجة 25/03/2021
د. محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق