الشكوى
كل جوارحي تشْتَكي و تْحْتَكمْ
تُلْقي الخطاب إذ تقول أنا الحَكَم
تتخاصَم تتلاطَم ترمِيني هم
و تُطيِّرُ كلَّ شعورٍ بالألم
تقول لي انت الملامة لا غيرُكِ
لا بِغَيرِك مُرِغنا نحن لننهزِم
أتذْكُرين انت العنيدة أتسْمعين
فأشيحُ طرفي لا يساورني الندم
فأنا كذا ثابتة حتى الهرم
فكري بسيط و جروحي ستلتئم
و هي العيون طاغيات وحدها
و النظر فيها يخْتَلِف حتى يَتِمْ
هيا توقفْنَّ لا تُصْدِرن الحِكمْ
فالزهْرُ لونٌ أو هو روح تُشَمْ
الشمسُ تُحْرقْ أو هي نور عَرم
و الحرفُ يقسوُأو هو خيرُ الَكلِمْ
و عيوننا تعْمى إذا كانت تهِمْ
و الفكرُ ذاب و إذا انبهَرَ وُسِمْ
و الروح شيء غامض لا يُْفْتَهَم
فَلِما الملام و العتاب والنُظُمْ
فتقولُ لي هيا قليلا فكري
الستِ بتِّ في الكواكب كالجُرُمْ
خَلِيني يوما أو ليالي لأنسجِمْ
لأمشِيَ أو أجْرِ حافية القدم
اترُكْني أَجْلِسْ إن أرَدْتُ أو أقُم
و أنا بشر فلِما تراني كالورمْ
و أنا هنا منذ زمانٍ قابعة
ما عُدت تشْعُرْ أم تراني كالقزم
لكن إذا قَرَرْتُ أَرْحل تُؤْتَثم
تُلْقي خطابا كاذِبا أو مُنْهَزِمْ
ثم تَقُولُ ملَكْتُها و أسَرْتُها
و تغُضُّ طَرْفاً ترحل كي لا تُذَمْ
أهي جوارحي صادقة إذ تَحْتَكِمْ
هل انت وهمٌ في حياتي او عدمْ
هل انت صدرّ بالبكاء أمرغُه
يوم تجافيني السعادة و الهمم
أم انت ظلٌ آمِرٌ مُتَمكِنٌ
يَرْمي هواهُ إن تذكرها الشيم
عرِّف وجودك في حياتي فإنه
طال الزمان و جروحي ترتطم
و جوارحي مُتمرِدة مُتَصيِّدة
تحرُسْ خطاك فاحترس ان تنكتِمْ
لا تَسْتَهِنْ بمشاعري أبدا أنا
أصلُ الكوابيس حقيقتها حُلُمْ
فليس كل ما لديك هو فِطرة
هو نعمة قد تندثر مثل النعم
راجِعْ حِساباتٍ كثيرة قابعة
فالزهر مُنِعِش وبه الشوك مُلِمْ
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق