ابتهال
بَعِْثِرْ قيودك نحو أضواء السماء
و ارجع بحَرفِكَ باكياً كل الهجاء
و انثر خطابا لو يُمرغُهُ الذكاء
و احكي رواية فُضَّ منها الاشقياء
جافي حياتي كلها كانت جفاء
و الصبر فيَّا محْرقٌ مثل الضياء
يا رب مُنَّ بالرضى خير البقاء
فيه القناعة تُلْبَسُ مثل الكساء
فليس كل من رُزِق قال اكتفاء
لا يرض حتى إن كسب كل الفضاء
يسعى وراء الناس سرا أو خفاء
إن جاع ضيَّقْ كل أسباب العطاء
فالكنز عينٌ لا نقود باقتفاء
و الروح فيها حاكمة رغم القضاء
و الناسُ معدنُهم كما الغيث الفُجاء
يسْقي الأراضي ينْزَعُ كل العناء
أو يَجْذِبُ الضحك إذا كان زهاء
مثل الصدأ يكوي عيون الاتقياء
و النَفْخُ يُضْرِمْ أعتى إعصارٍ يشاء
و الصلح خيرٌ في طريق الإهتداء
و الدنيا فتنة مهما بدَّلنا الطلاء
مهما كذبنا أو أردنا الانتشاء
مهما ملكنا من قصور عاليات
للموت نمشي في ذعونٍ و إباء
و اللّه يرحم عَبْدَهُ يُبْدي السخاء
أو في ليال تُسْتَباحُ بالدعاء
يا رب نحن أضعف الخلق هنا
مُنَّ علينا بالرضى مثل الشفاء
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق