الأربعاء، 7 أبريل 2021

& ليلى & بقلم الشاعر : جلال محمد عبد اللطيف

 لكل شاعر ليلى، واقع أو خيال، حقيقة أو رمز، وكل يبكي على ليلاه، وهذه قصيدتي رثائية بعنوان : ليلى

.

ما جالَ في خاطري يومٌ لمَــــرْثاكِ

ليلى، و لا الكونُ محْزونًا سينْعَاكِ

.

لمَّا تَرامَى صَدَى النَّاعي يُخبِّرُنِي:

ليلي غـــدتْ بين أمواتٍ وهُــلَّاكِ؟ 

.

غامت سمائي وفي الأحداق أدْمُعُها

محــبوسةٌ بيــن لا وَعْــــيٍ وإدراك

.

يا ويلَ قلبٍ مَشُوقٍ صابَهُ حَزَنٌ

قد كان صَفْوُ سَمائي حينَ ألقاكِ

.

تَجْرِي المَدامِعُ  يا ليلى  فأسترُها

وفي بحارٍ من الأحْزانِ ذِكْــــرَاكِ

.

والقلبُ يَسْكُبُ في الأجْفَان سائلَها

أ بالفــؤادِ البُكا؟ أمْ جَفنيَ البَاكي؟

.

أبكي هوًى في صِبانا لسْتُ مُلْهَمَتِي

أدري ألَــو مِتُّ قـــــبْلا كان أبْكاك؟

 .

أُخفي البُكا عن عيونٍ فيكِ لائمَتي

والحَــلْقُ فيهِ كَتَنْغيصٍ بأشْــــواكِ

.

تـَبْكيكِ يا ليلُ آهـــــاتٌ تُمَزِّقُـــني

في مُضْمَرِ الحزنِ يا ليلايَ هَلَّاك

.

أبكي و نهر البُكا شِعري فأُنشِــدُه

وكيف لا وهْو بعضٌ من عَطاياك؟

.

في الشعرِ أنتِ التي أوْقدتِ لي فِكَري

وقْــفًا عليكِ  ولم يُلــــبسْ بإشْـــراك

.

فما نظــمتُ قَريضًا عـــند فاتـنة

ولا عرفتُ الهوى يا ليلَ لــوْلاكِ

.

حمَّلته في الهوى شَكْوايَ أُودِعُها

فـــيَا لهُ مِن رفيقٍ هُـــمَّ  للشاكي

.

قد كان شِعْري رسولا مَعْه آيَتُهُ

بأنَّنِي ما انفَكَكْتُ يا ليلَ أهواك

.

كمْ  نِمْتُ  ليلى و أحْلامي تُأمِّلني

والروحُ تسْري إذِ المَقصودُ مَسْراكِ

.

كم عُدتُ ليلي ومِنكِ السُّهد يقتلني

ما طافَ بي طائفٌ يومًا لأسْلاك

.

ليلى وكم كنتِ نَبْعًا غاثَ ظامئتي

وكنتِ حين الدُجَى شمْسًا بأفْلاكي

.

كم من فتاةٍ وسِحْرُ الحسنِ نازَعَني

لوَصْلِها إنْ أشأْ يا ليلَ سَلواك

.

وكم لها في الهوى دعوى تُسوِّغها

ما ساغ للقلب ليلى غيْرُ دَعْوَاكِ

.

كالطيرِ يَعْلُو سماءَ المَجدِ في ثِقةٍ

سَمَوْتِ ليلى ومَنْ بالشعرِ أعْلاكِ

.

إنِّي  لأعــــشقُ أيَّامًا  لنا نَثَــرَتْ

مِسْكَ الأماني نُضارًا في مُحيَّاكِ

.

إنِّي  لبِِـثتُ  حياةً  لستُ أُجْحَدُها

والقلبُ يأويكِ يا ليلى ويرْعاك

.

مرَّتْ سُنونَ وطيفٌ مِنكِ يَشغلُني

والعَــينُ تَـصبُو ليومٍ فيه مَرآكِ

.

والعينُ تحْفظُ يا ليلى بمقلتها

لونَ الصفاءِ الذي بالودِّ أصْفاكِ

.

والنـفسُ تأملُ يومًا كان واعدها

عهدُ الوفاء الذي في القلب أبْقاك

.

اليومَ ماتَتْ بيَ الآمال واندثرتْ

لمَّا خَلَتْ مِنْكِ يا دنيايَ دُنْيَاكِ

.

وا حَرَّ عيْنايَ مِنْ حُزْنٍ يحرِّقها

حِينَ ارْتَقَتْ لِدَيَارٍ الخُلْدِ عَيْناكِ

.

إنَّا خَبَرْنا جراحَ البُعدِ من زمنٍ

وليْس كالموتِ قاسٍ ليلَ أقْصاكِ

.

حُرِمْتُ مِنْكِ وهـذا الموتُ يسبقني

فهلْ جديرٌ بيومِ البَعْثِ لُقْياكِ؟

 .

 يا رُبَّ  طاهرةٍ  والقبرُ مسكنُها

وهْو جِـنانُ العـُلا  يا ليلُ  مثواك

.

يا رُبَّ  طاهرةٍ والموتُ  أبْعَدَها

يَبقَى مع الدهرِ يُروَى ذِكرُها الزاكي

.

يا ربَّ مَــــرْثِيةٍ واسْــــمٍ أُرَدِّدُه

الوصْفُ ليلى و باسْم الوصف أنْعاك

.

حرصا أسمِّيك ليلى، فيك قافيتي

ما أنتِ ليلى وإنْ ذو الحِرصِ أسْماك

.

جلال محمد عبد اللطيف




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ قُبلةُ الموت ♕ بقلم الشاعر : البشير سلطاني

 قُبلةُ الموت  صمت أطبق على عرب وعجم وسدت أفواه على منابر ودير بنادق توزع الموت فوف أم وطفل يرتجى له طول عمر عاصفة هوجاء تنشر السموم لتروي خ...