*** انتظرها ***
على شرفة بوح
و رتّل موازين صبرك
المبحوح بناي و حلم انتظرها
ترقّبها ما بين غيمة رحلت
و أخرى تتأهب بالولادة
من محجر الروح انتظرها
و حين تجلس القرفساء وسط ضجيجك
المصلوب على بوابة العدم انتظرها
و حين تطبع قبلة على جبين الأمل
لغد مبهم سوف يأتي مجهضا
من سنة منتشية بألمك انتظرها
و عندما تقف بمحطة عمرك المتعطلة
خلف ساعتك المفرغة من الأرقام انتظرها
و حين تدان لبسمة
على شفاه قهوتك الصباحية
خلف رؤاك الثرية بالضحك
على حاضرك المفلس منك و منها انتظرها
و أنت تعيد لبس قناعك المهترئ
على وجهك المسترسل في اليباس
من دموعك الضحلة انتظرها
و حين تسافر في حلمك المستقبلي
نحو الوحدة في زاوية الانتظار انتظرها
بيد فارغة من القرار و أخرى نامت
على خصر وسادة منتفخة
بريش الصمت انتظرها
رغم ما بينك و بينها
من ترسانة الأسوار انتظرها
و رغم حرقة بريدك المنتشر
على كافة جسدك المغمور بالنسيان انتظرها
و رغم هذا الدمار و هذا المسار
عند كل باب و عند كل دار
فعند زرقة كل شمس انتظرها
على حافة موعدك المتكرر مع الضياع
و خلف بوحك و انهيارك
و خلف صمتك و انتصارك انتظرها
كسكّير يسكب الغياب
على شموع عمره المترنحة
بماضي بعيد و حاضر غريب انتظرها
ما بين زيف و زيف
و بين حيف و حيف
و بين ضيف و ضيف
و بين خوف و خوف
و بين آه و آه انتظرها
~ طاهر الذوادي ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق