تموتون رغم الحياة
إذا السور ضمَّ القلوب المريضة
و كُنا لننسَاها أرضا نآت
و ذي القدس قالت بِأني ضريرة
همومي عميقة جروحي آهات
فيا قدس قومي لننسى الجراح
و ضميه طفلا عزيز الأناة
و سيري طويلا و لا تسْتديري
فوعد الإله و إن طال آت
و مريم تبكي على القبتين
لِتنْعاه عيسى في كل صلاة
فكيف يكون رُفاته فيها
ويسقيها أرضه دماء الهُداة
وقد عاد يوسف لأرضِهْ بنَعْشٍ
و نحن دفعناه صوب المناة
فكيف بنينا حدودا و سورا
و أعجَزنا عقلا عن المعجزات
و نقْتُلْهُ فينا الشعارُ القوي
نَذُرُّ التراب بوجه النبات
و تقْصِفْني انت بأقوى سلاحٍٍ
و نحن إلى الموت جئنا حفاة
و شالي بوجهي يُغطيه دوما
كريمٌ و أصلي أنا من بُناة
و لكن خُدِعْتُ بغدرٍ و لؤمٍ
فلا لن نُدمَّرْ فلسنا غزاة
سلاحي حجارة بأرضٍ عتيقة
و منها نسَجْنا التاريخ أداة
يُصوِبُ نحو الجميع بنفسِهْ
يُسبِلُ قبل النفوسِ الطغات
يبيعُ الخنوع و ذلَّ الشعوب
بموتاهُ صار يُخيفُ النجاة
فما زال يصعد إلى أعلى رتبة
و انتم تموتون رغم الحياة
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق