رجل ذو فكر مستقل
بقلم / عيد سعيد.
ذات مرة اضطررت إلي عبور شارع أقرب إلي بيوت الرعب الناس هنالك يحملقون في عينيك النساء تتربص بك في كرهة ومقت شديد، الأطفال يقتربون منك يريدون الجري ورائك لقول كلمات "من هذا المتغطرس الذي أقترب من الحي"، لم أنتبه أنني كنت ارتد قبعة تشبه قبعة الخواجة وبدلة جديدة أعتقد لم يرها أحد من قبل" يالاغبائي ما الذي اتي بي إلي هنا "
هنا أدركت أنني مجرد متغطرس متباهي بزي لاقيمة له عندهم.
كان من المفروض أن اقابل رئيس الحي لسبب ما. وعندما اقتربت من المنزل ومع سيارتي التي اضعها فوق رأسي عندما تتعطل لاتعمل إلا بالصفع فوق وجهها أو أن اظل اسب فيها حتي ترجع لصحتها. أيقنت تلك النظرة التي كانت تخترق قلبي وكأن هناك صرصور يزحف بقدمه عليا وأنا اخشي جدا الخنافس "الزهيوي" كما يسمي في بلاد الخليج علي ما أعتقد.
عندما تريد أن تفتعل مشكلة مع أولئك تجد نفسك محاصر بكلاب "دوجو ارجنتينو" مع بعض البودي جارد حينما تتلفظ بكلمة تجد القلم علي خدك مقمر عيش. تهرب منهم إلي الطبقة الفقيرة تجد من يمسك ببندقية تسمي الإسرائيلي مع أفراد عصابة مدججة بالعصي والجنازير وهؤلاء هم من غدرت بهم الحياة فتحولوا من فقراء شرفاء إلي مجرد جبناء هنا أيقنت أنني أنتمي للطبقة المتوسطة التي هي أنا أنتمي إليها.
ما إن انتهيت من الجامعة وذهبت للعمل كالبقية هناك من يعمل في المعمار أو في الخرسانة أو هنالك من يظل يندب حظة وأن الدنيا جاءت عليه بصفعات متتالية ولم تعطه فرصة كالبقية ليثبت نفسه. هنا توالت الصيحات عليك بالزواج من ابنة خالتك "ريهام" زميلتي في كلية التجارة تحبني وتشعجني باستمرار ولكن هناك شيء تمقتني فيه بشدة لأنها بكل بساطة تري من الوقاحة أن اتقدم لطلبها وأنا مجرد مفلس ليس معه سوي شهادة وبعض التقدير الذاتي لكي لا أفقد نفسي. هنا شعرت بألم يعتصر فؤادي لأول مرة يقولون عنه الفراق ملئت قدحي وبدأت أشرب الشاي باستمرار كلما شعرت بالغيظ حتي أن معدتي أصبحت هشة وصارت تؤلمني بسبب أن القولون يهيج بسبب المنبهات هنا ظننت لوهلة أنه هذا الوجع الذي يسمينه الكتاب "بالوجع" بدأت اسهر وأكتب الشعر الذي هو في ظني أقرب لشعر عنترة بن شداد ولكن لو نظر إليه عنترة لصفعني وظل يلعن في بكلمة " واحسرتاه أنت بائس أحمق يافتي الادغال"
قررت ابتعدت عن العالم لاصنع نفسي وحينها تذكرت أن الكاتب مجرد صنم يمكن أن يصنعه القارئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق