/// البَصِيْرَةُ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أَسْتَوقِفُ اللَيلَ
أفتِّشُ سَوادَهُ عَنْ بَصِيصِ البَيَاضِ
فأرى شَيْبَهُ دَاكنَ الحُزنِ
وأسنَانَهُ مَنخُورَةً سَودَاءَ
وَصَوتَهُ كَلِماتٍ تَئِنُّ بالتَّفَحُّمِ
وَأجِدُ أصَابعَهُ مُحتَرِقَةً بِلا طَرَاوَةٍ
عَينَيهِ مُنهَكَتِينِ مِنَ القَتَامَةِ
أنفَاسَهُ مُتَقطِّعةَ البَلادَةِ
أهزُّهُ مِنْ يَاقَةِ عُمُرِهِ المَدِيدِ
وأسألُهُ عَنْ مَوعِدِ بُزُوغِ الأمَلِ
عَنْ مَوعِدِ مَجِيءِ الفَرحَةِ
عَنْ لَحظَةِ انبثاقِ الفَجرِ
ولا يجيبُ المَاكِرُ اللَعِينُ
دَامِسٌ في صَمتِهِ
شَارَاتُهُ مُعتَمَةٌ
على قَلبِهِ حَطَّ الظَّلامُ
في رِحَابِ مَوتِهِ يُريدُ أنْ يَدفُنَ الشَّمسَ
لكنَّ الضَّوءَ يَزحَفُ كُلَّمَا بَحَثنَا عَنْهُ
يَقتَرِبُ كُلَّمَا ضَاعفْنا أعدَادَ القَرابِينِ
سَيَسْطَعُ النُّورُ
حِينَ نَتَزاحَمُ على الخُلُودِ
العتمةُ لا تكونُ
إلَّا حِينَ تَفقِدُ أفئِدَتُنَا بَصِيرَتَها .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق