الخنساء(إطلالة الخنساء بالحزن والرثاء).
إطلالة الخنساء بالحزن والرثاء°°°°تأبين الكرامة والعـز والإباء
جراح العصـــــور بناب عقـور°°°° ولمــا تدور يجـــف الوفاء
الدهر يعاقب مـن عق المنــاقب°°°°ولما المفاخـــر تصيــر هباء
ولما الزمان أطــــــاح الإنسـان°°°°فصار مقـــودا بغــــل الولاء
قادهن القهر وغلبة الدهر،هن مجموعة من النسوة درسن عن الخنساء وشاعريتها وصدق رثائها، دفعهن ما ذكر للشكوى .تحلقن حول قبرها وأنشأن في التعداد والنواح ،كل ما حل بالأمة ذُكر بأصوات تتقطع لها نياط القلوب.ركزن على الهوان الذي لحق بالأمة جراء قادتها وخيانتهم الأمانة.والشيء الذي لم يكنّ يتوقعنه أن كل البوح والشكوى بلغ الراقدة تحت التراب ،وفجأة تشقق القبر وأطلت الخنساء، أو هكذا بدا لهن وأنشأت تشاركهن الألم والهم وغصة الغلبة والغم، ومكنونات العلة والداء بأبلغ ومؤثر الرثاء:
أعينــــــاي هيا لنبـــــــك الديار°°°°مكـــان الدموع دمــاء بالجرار
مقام الخليـــــل أضحى مــراحـا°°°°لولـــغ الكلاب جهــــــارا نهار
الأرض استبيحت وصارت مجالا°°°°الهون يسود والإرث دمــار
الجو غــــزته عــــــوادي الحديد°°°°جناح الأعــــــــادي ينثر عار
أذلي وشــــــــؤمي وحرقـة قلبي°°°°بقرحة عيني أصاب العــــوار
دعوني أحـــــــرِّق كفني وأذروا°°°°على هامي به من دقيق الغبار
دعوني أقطـع ضفيـــرة شعري°°°°وأهديـــها طعما لجــــذوة نـــار
أنادي الثبور عظـــيم الأمـــور°°°°على أمــــة أوردوها البــــــوار
يا لحد القبور جميـــــل السرور°°°°أن تأخذ من خـــان رهط الشنار
أيا ثِقلَ لحـدي أقـــيني المرائي °°°°وعادت لنـــوم بحـــــس الدوار
قالت هذا وتسللت إلى حضن اللحد،بين دهشة الغيد ولطم الخد والجيد،لكن القبر فتح ثانية وكأن ساكنته أعجبتها أبيات المقدمة لتعيدها بصوت يهز الكيان ويزري بالإنسان الجبان وبشيء من التصرف:
إطلالة البأسـاء بالحزن والرثاء°°°°لأبكي الكرامة وعــز الإبـاء
جراح العصـــــور بناب عقـور°°°° ولمــا تدور جفـــــانا الوفاء
الدهر يعاقب مـن عق المنــاقب°°°°ولما المفاخـــر سهــــم البلاء
ولما الزمان أطــــــاح الإنسـان°°°°فصار مقـــودا بغــــل الولاء
غارت في ثنايا لحدها ونامت بحسرتها في صدرها.
هل الخنساء على حق عندما تفعل ما أوردته في تعدادها ونواحها ورثاء أمتها التي تردت وانكسرت، أم أنها تبالغ وتزدرد ما درجت عليه من تضخيم الألم وعلى الثأر بحفز الهمم؟. أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق