( في لَيلةِ صَقيعٍ)
حَيرانُ الفِكرِ مُشَرَّدُهُ مأسورُ القَلْبِ مُصَفَّدُهُ
في لَيلةِ صَمتٍ وَصقِيعٍ الجَمْرُ اللاذِعُ تُبْرِدُهُ
أَمسَكتُ القَلَمَ بِلا هَدفٍ أو موضوعٍ سَأُحَدِّدُهُ
أَتُراهُ تَجَمّدَ إِحساسي؟ أَم حُلْمي طالَ تَجَمُّدُهُ ؟
أَم قَلبِيَ وَدَّعَهُ حُبٌّ بالأَمسِ وأُغلِقَ مَعبَدُهُ؟
يَشتاقُ إلى الحَرفِ مِدادي وإِلى إِلهامٍ يَرفِدُهُ
ويُطَوِّقُني غَيمُ ذُهولٍ لا أَدري كَيفَ أُبَدِّدُهُ
ظَمآنُ الرُّوحِ إِلى عِشقٍ مَتى سَوفَ يَعودُ تَوَقُّدُهُ؟
يالي مِنْ زَمَنٍ شَتَّتَني يَومي لايَجذِبُهُ غَدُهُ
زَمنٌ بالغُربَةِ حاصَرَني وبِجَيشِ هُمومٍ يَحشُدُهُ
يَستَهزِءُ بِي وبِأَفكاري وبِكُلِّ طُموحٍ أَقصُدُهُ
يَجتاحُ مُنايَ كَإِعصارٍ وَلِكُلِّ جَميلٍ أَنْشُدُهُ
لَمْ يُصغِ لِإِبداعي أَبَداً بَلْ يَخنُقُهُ ويُقَيِّدُهُ
أو يَحشُرُهُ في زاويَةٍ وَمِنَ المَضمونِ يُجَرِّدُهُ
زَمَنٌ يَبتَسِمُ لِراقِصَةٍ ولِمَنْ تَقرعُ طَبلاً يَدُهُ
ولِأَفَّاقٍ مَلأَ الدُّنيا سُخفاً والنَّاسُ تُمَجِّدُهُ
ولِلاعبِ كُرَةٍ مُحتَرفٍ مابينَ الأنجُمِ مَقعَدُهُ
يالِي مِنْ أَدَبٍ لايُجدي نَفعاً والفَقرُ يُهَدِّدُهُ
حيرانُ الفِكرِ مُبَدَّدُهُ تُرى أيُّ قَصيدٍ أُنشِدُهُ؟
لا..ليسَ البَردُ يُجَمِّدُني بَل ما أَحياهُ وَأَشهَدُهُ
- شعر : زياد الجزائري-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق