الخميس، 30 ديسمبر 2021

& مابينَ توبةٍ وعِصيان & بقلم الشاعر : حسام الدين صبري

 مابينَ توبةٍ وعِصيان

--------------------


مَنْ قالَ أنِّي نَسَيتُكِ.. عَليَّ الإجَابةُ الآن


أنَا لَا أقوَى على قَطعِ الشُريَان


ولَاأَستَطِيعُ أن أُوقفَ زَحفَكِ في نَفسِي


وفي الوِجدان


ولاأستطيعُ مُبارَزةَ الشَّوقِ، مَن أكُونُ


مَن أكُونُ لِأغَيِّرَ في القَدَر؟


وأَمحُو اليَقِينَ وأَمحُو الإيمَان؟


مَن أكونُ


حتى أمحُوَ تَاريخِ الحُبَّ مِن الوُجُود؟


مَن أكُونُ حَتى أُغيِّرَ في السُننِ


وأُحرِّفَ الآياتِ والسُجُود؟


مَن أَكُونُ لأنثرَ الشَّوكَ وأقتُلَ الوُرود؟


وأُلوِّنَ الليلَ نهارًا


وأوقِفَ السَّاعاتِ والزمَان؟


مازِلتُ في مِحرابِكِ أتعَبَّدُ


مابينَ توبةٍ وعِصيان..


مابينَ جُرحٍ مَزَّقَ الضُلوعَ


وعَواصِفَ شَوقٍ وحَنَان


أنَا مَاسَلوتُكِ لَحظَةً يَاعُمرِي


لازِلتُ بكَأسِكِ أنتِ سَكرَان


لازِلتُ اُفتِّشُ في الليلِ عَنكِ


وفي الوُجُوهِ وفي الشُطآن...


لازِلتُ قلَقًا جِدًا عَليكِ


كيفَ أَصبَحتِ وكَيفَ أَمسَيتِ


وكيفَ حالُكِ الآن؟


هل تنعمين بالنومِ ليلًا..


أم تُطاردُكِ مِثلي أحزَان؟


أعلمُ أنكِ عنيدةٌ جِدًا


لن تَقولي مُفتَقِداني....


ورافِضَةُ كلَّ عِبَاراتي


وكلُّ شىءٍ استَحلهُ نِسيَان


لكن باللهِ باللهِ


كيفَ ترمينني بالجُرحِ أتألمُ في صمتٍ


صرخةَ كِتمان


كيفَ لا أُعبِّرُ عَن غَضبي أماتَحسَبين


أنَّني إنسَان؟


أنسيتِ أنَّني طِفلٌ مُشرَّدُ بلا أُمٍّ


وأنتِ أمِّي والأوطَان؟


أنسيتِ أنَّني أفتَرشُ القَهرَ واليَأسَ


وأنتِ أنتِ الأملُ الباقي في نبضِ الكِيَان؟


أنَسيتِ أنَّني نَزعتُ عُروقِي وأورِدتِي


لتَسكُني في أمَان؟


أنسيتِ أنكِ أنفاسٌ في صَدري


وضياءٌ في عُمري


يحلُّ في كلِّ مَكان؟...


أنسيتِ أنَّني لأجلكِ غيرتُ التَاريخَ


واعتمدتُ لأجلكِ الجُنونَ


ولأجلكِ اخترعتُ الثلجَ..


في آخرِ نِيسان؟....


وصُغتُ لكِ دُستورًا جَدِيدًا


وشرعتُ لكِ قانونًا جديدًا


وجَلستُ جلستُ على العرشِ سُلطان


أنسيتِ أنَّني قيسٌ وعَنتر


في زَمانٍ غَيرالزَّمَان؟...


أنا مَذبوحٌ مذبوحٌ فيكِ


من مِصرَ إلى الهِند


ودمي يجري في ضَواحِي لُبنان


أنسيتِ كُلَّ هذا


وأنتِ تعلَمينَ أنني أدَّعي النِسيان


وتعلَمين أنَّ نبضي المُسافرَفيكِ


عودتهُ ليسَت بالإمكان


أنتِ لاتسكُنين قَلبي فقط..


بل تملُكِين عَقلي وتمشين في جَسدي


وفي الشُريَان...


ادَّعيتُ كذبًا أنني أوقفتُ سَيرَكِ


في جَسدي


ورميتُ قَلبي وقتلتُ الخَفَقَان...


هل صدقتِ هذا؟


هل صَدقتِ في هذا القلبِ الذي


يخترعُ لكِ المعاني؟


هل صدقتِ أنني أحيا بدونكِ


ليلةً أو ساعةً أو ثوانٍ؟


هل المُؤمنُ الحقُّ يعودُ للأوثان


هل يعبُد الأصنامَ


وفى قلبهِ نورُ الرحمن؟..


لا ياطِفلتي


أنا مازلتُ على العَهدِ


كالقابضِ على جَمرةِ نارٍ


في عُصورِ الشَّيطَان....


فكلُّ شىءٍ قد يموتُ إلاحبُّكِ


يموتُ حين الموتُ يلقاني


فإذا قتلتِ الأمُّ أبناءَها


وتركت الطيورُ صغارَها


وكفَّتِ الأرضُ عن الدَّوران...


لن أنساكِ ياعمري


وإن كانَ النسيانُ حالَ الإنسَان


فحُبُّكِ لا يَخضَعُ لطبيعةِ البَشرِ


ولا يَخضعُ لقانونِ النِسيان


فإن لم تَتَرحَّمِي وتَترَفَّقي


لن أدعو عليكِ تُعاني مثلما أُعَاني


سأعيشُ كيوسفَ في سُجونِ مِصرَ


وكيعقوبَ في أرضِ كَنعان

----------------------------


حسام الدين صبرى/ديوان/حب وراه الثرى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ حياة غريبة ♕ بقلم الشاعر : الحسن نميلي

 حياة غريبة دخلت سوقا كثر فيه الهرج والمرج فالعتاب  أناس لا حول ولا قوة لهم يعيشون العذاب  مات الضمير لما زرعوا الفتنة بين الاحباب  صار الأخ...