"بعدما"
الصَّمتُ فجَّرَ في جفونه علقَمَا
و الحرفُ ولَّ إذ غدا مُتلَعثِمَا
لفحتْ رياحٌ إذْ تثور بخُلدِهِ
فمشى المصيفُ إلى الشِّتاءِ تبَرُمَا
لا صارَ يعرِفُ للسكونِ نهايةً
إذْ يغدو فيهِ كالقُضاةِ محكِّمَا
و الهامُ يدنو بالخطابات الَّتِي
فوقَ المنابِرِ رايةً مُستسلِمَا
ما همَّه الخذلانُ ما لاحَ الأسى
فالكلُّ غابَ و الوجومُ تألَّمَا
زبدُ البحار في الشواطئ رغوةً
ليغُضَّ وجْسَ الهاملاتِ تَكلُّما
فالعمقُ ضجَّ على الصراخِ كأنَّما
كلُّ "قُبيلٍ" تأتيِ دومًا "بعدَما"
حتمًا سنبلى بالصروفِ و وابلٍ
و نهزُّ نخبًا في نفوسنَا كلَّما
رُفِعَ الكلام عن الكلامِ وتمتمَ
و الصَّمتُ يبكي في رُبَانا تجهِّمَا
لا نحنُ فصلاً للخطابِ نهايةً
لا الوهمُ مات أو جفا من "ربَّما"
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق