الجمعة، 1 أبريل 2022

& أنا من تراب بابل & بقلم الشاعر : خالد سليم الهندي

 قصيدة بعنوان : أنا من تراب بابل

بقلم : خالد سليم الهندي

مدرسة : جبل طارق الاساسية/الأردن

اليوم : الخميس ؛ ٣١/٣/٢٠٢٢


مِنْ بلادِ الرّافديْنِ ومِنْ رَوعِ بابلٍ.. 

رَفدنَ الطّلعَ تَحمُّلاً لَوعٌ مِنَ الرِّقِّ 

فَأثرنَ مِنْ دَفائنِ الرَّحلِ مَنارةً..

وَأثقَلنَ في أعمِدةِ الشّقِّ ما يُلقِ

وَنتقنَ الأرضَ في أجملِ بُقعةٍ..

فَتجمّلَ القَاعُ أحمَالاً مِنَ العَبقِ

فَتكحّلَ جَبينُ بابلٍ بِماءِ خَالقٍ.. 

وعِندَ زُهورِ الطّلعِ بَواعِثَ البَرقِ

قد حَملنَ الماءَ مِنْ حَوضِ نَهرٍ.. 

فَاعتلى بِ رَوائعِ الطّلعِ بالرِّفقِ

وَأسدلَ الطّلعُ مِنْ عَجائبِ رَوعهِ.. 

فَخمائِلُ الوَردِ مِنْ سِحرِهَا تُلقِ

في نُدرةُ الأَحداقِ تآلفَ طَلعُهمْ..

وَمِنْ عَجائبِ الطّلعِ أنّهُ يَسقِ 

في ثَمانيةِ أبوابٍ وَتفَرُّعِ النَّوى.. 

سَقطٌ مِنَ الجَمالِ لِ رِقَةِ الذَّوقِ

وَمِنْ شُرفةِ القَصرِ تَألُوا بِطَلعِها.. 

وَبوابةُ عِشتَارٍ مِنْ أروَعِ الرَّتقِ

يا وردَ بَابلٍ تَعلَّقتُ بِهواكَ هَائماً.. 

والزَّهرُ بِطَلعهِ رَوعٌ مِنَ الحَذقِ

يا رَوعَ بَابلٍ وَعِندَ ذَبحِ الهَوى.. 

قد رُتِّبَ الطَّلعُ مِنْ لُجّةِ الغَرقِ

وَرتائِبُ حَدائِقَ بابلٍ ما لهَا ظِلٌّ.. 

كَشفٌ مِنَ الرِّيحانِ إلى الحَلقِ

كَأنّها الجِنانُ قد رُسِمتْ بِريشَةٍ.. 

طَلعٌ مِنَ الجِنانِ آيٌ مِنَ الصِّدقِ

مِنْ تَعرُّجِ الطَّلعِ لِ ثَمانِ أَنْجُمٍ.. 

يَشدوا الجَمالُ مِنْ طَلعِها الرَّقِ 

يا نُدرةَ الأَضلاعِ بينَ رَوافِدي.. 

هَلْ يَكتفِ القَاعُ لأَغصَانِهِ يُبقِ    

أنا مِنْ تُرابِ بَابلٍ وَمِنْ دِجلةَ.. 

وَمِنْ فُراتِ النَّهرِ نَبعٌ مِنَ الوَدقِ

وَمِنْ لِقاءِ النَّهرِ وَعِندَ شَاطِئٍ.. 

يَنسابُ بأَلفِ طَلعٍ مِنَ العِشقِ

قد حَملتْ أرضي مَصارعَ مَدٍّ.. 

فَأشرقَ الطّلعُ بِ وَقائعِ الحَقِّ

وَمِنْ سُومرُ لِ أكْدٍ لِ آشُوريّةٍ.. 

ما اهتَزّ طَلعُ بَابلٌ مِنَ الطَّوقِ 

في أرضِ الرّافديْنِ أنذرَ الهَوا.. 

فَكانَ بِيدُ الطَّلعِ بِغايةِ الرّوقِ 

فَاختالَ اسمُ فارسٍ بِبيدائِها.. 

وانطَوى قُروناً مَدُّ إلى الشّرقِ

وَانهارَ كِيوانُ كِسرى بِ ليلةٍ.. 

وَأنذرَ الحَقُّ تِيجَاناً مِنَ الدَّقِ

وَتحَلّقَ نَجمُ عَبّاسَ بِ حَضارةٍ.. 

وَاعتلى فَوقَ البِقاعِ بِ النُّطقِ 

هُوَ الرّشيدُ مِنْ ذَرِّ الأخيارِ آيةً.. 

قد خَاطبَ السَّحابةَ مُستَلقِ

فَانصاعَ بِأمرهِ أقوامٌ وَما لهَا.. 

قد سَطّرَ البيداءَ قولاً وَبِالحَقِّ

قد سَادتِ الزَّوراءُ مَدُّ البيَارقِ.. 

وَاعتلَتْ فوقَ البِقاعِ لِ الخَلقِ

هُوَ العِشقُ عِراقِيٌّ لِ طَلعِ بَابلٍ.. 

فَاحتمَى بِقلعَةِ الأسُودِ بِالعِشقِ

وَمِنْ عَاصمةِ الرّشيدِ وَعرينُها..

هيَ المُدوّرةُ بابٌ إلى الشّرقِ

وَعلى ضِفّةِ النَّهرِ تَكَشّفَ الطّلعُ..

فَالتَقى الماءُ بِ رَوافدِ العِشقِ 

على تُرابِ بَابلِ قد رُفِعَتْ ألَقاً..

وَمَنْ غَيرُها تَاجَاً على الشّرقِ  

فَتهاوتْ عُيونُ الحِقدِ كَاسِرةً..

تهْوى العَذابُ ناراً مِنَ الحَرقِ

وانْتشى طَلعُ البَيارقِ كَاشِفاً.. 

كأنّهُ الطّلعُ لِ بابلَ فما يُبقِ

وَتقاسَمتْ أيّامُ بَغدادٍ بِتلاحُمٍ.. 

بينَ الهوى إنْ مالَ لهَا الخَنقِ

وَانتهَى عَصرُ الكَلامِ بمواجِعٍ.. 

بينَ المَآسي نَاراً مِنَ الطّوقِ


بقلمي : خالد سليم الهندي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ مقالة بعنوان .. هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ * الكَامِلُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ ♕ بقلم الكاتب : أبو أكبر فتحي الخريشا

 * الكَامِلُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ  *                   هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ  أولياءٌ ومَا يَعُونَ الآخرِينَ وأكثرهُم...