الثلاثاء، 7 يونيو 2022

& مَحْبُوْبَتِي & بقلم الشاعر : محمد عبد القادر زعرورة

 ...... مَحْبُوْبَتِي الَّتِي تَخْشَىَ عَلَيَّ مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ ......


... الشاعر الأديب ...

......... محمد عبد القادر زعرورة .


سَقَا اللهَ أَيَّامَ الطُّفُولَةِ ... كُلُّ شَيْئٍ فيهَا صَادِقُ وَمِنْ أَعمَاقِ القَلبِ يَصْدُرُ ... بِبَرَاءَةِ الأطْفالِ عِشْنا أَعْذَبَ الأَيَّامِ مِنْ عُمْرٍ مَضَىَ حَفَرَتْ ذِكْرياتُها في الرُّوحِ بَرازِخَ لِلحَياةِ الأَبدِيَّةِ ولَوَّنَتْ قُلُوبَنا بأَلوانِ الزُّهُورِ في فَصْلِ الرَّبيْعِ بِأَعذَبِ الألوانِ وأصْدَقها وأَجمَلها وأَنقَاها وَأنْبَلَها ... وَما زالت نتائِجُها تَطْفُو علىَ أذواقِنا أخلاقِنا آدابِنا أفكارِنا عَاداتِنا وتَسري روحُها في مِدادِ القَلمِ الذي يرقُصُ بينَ أنامِلنا فرَحاً عندما يكتُبُ عنْ ذلكَ الزَمنِ البريءِ الجَميلِ رغم ما فيهِ منْ منغِّصاتَ شظَفِ العَيشِ إلاَّ أنها كانت سعيدةً بكلِّ ما تحملُ هذه الكلمةُ من معانٍ سامياتٍ ... وبراءةُ الاطفالِ تَسري في حَنَايانا ...


رَأتني أسيرُ تَحتَ الشَّمسَ وهيَ ساطِعَةٌ

                            أذوبُ كَما يَذوبُ الثَّلجُ في وَقتِ الهجيرِ

صَرَخَت بِأعلىَ الصَّوتِ وَهِيَ غاضِبَةٌ وَتَبكي 

                         أَيَسيرُ تَحتَ شُعاعِ الشَّمسِ لِتَحرِقَهُ أَميري

أسرَعَت نَحوي كَأَنَّ السَّبعَ يَتبَعُها وَتَجري

                           وَأَلقَتْ فَوقَ رَأسي بِرِقَّتِها شالاتِ الحَريرِ

وَضَمَّتني فَتاتي بِكُلِّ قُوَّتِها بِلا وَعيٍ إلىَ

                         صَدرٍ رَقيقٍ عَبِقٍ يَفوقُ أريجُهُ عِطرَ البُخُورِ

فَدَتكَ الرُّوحُ يا قَمَري وَيا حُبِّي وَيا عُمري

                          فَكَيفَ تَسيرُ تَحتَ الشَّمسِ في جَوٍّ خَطيرِ

أخافُ عَلَيكَ شُعاعُ الشَّمسِ يَضرِبُكَ يَضُرُّكَ

                     وَأَنَّىَ لي بِمَحبوبٍ كَمِثلِكَ يا عَيني وَيا وَنوري 

أخشَىَ عَلَيكَ نَسماتُ النَّسيمِ تَهُبُّ تَجرَحُكَ

                       وَأَخافُ تَخدُشُكَ وُرَيقَةٌ مِن وُرَيقاتِ الزُّهورِ

أَخشَىَ عَلَيكَ زَقزَقاتُ الطَّيرِ في حَدائِقِنا

                        وَأَن يُزعِجَكَ طَيرٌ بِتَغريدٍ كَتَغريدِ العَصافيرِ

وَإن لَسَعَتكَ حُبِّي عِندَ الفَجرِ نَسمَةٌ بارِدَةٌ

                     طَوالَ العُمرِ يا عَيني يُؤَنِّبُني يُعَذِّبُني ضَميري 

أَخافُ عَلَيكَ إن رَأَيتُكَ في طَريقٍ مُزدَحِمٍ 

                          وَأَخشَىَ عَلَيكَ مِن صَافِرَةِ شُرطِيِّ المُرورِ

أُحِبُّكَ حُبَّ عَفراءٍ وَفي الصَّحراءِ عَطشَىَ

                            لِقَطرَةِ ماءٍ كَالأَسماكِ تَعشَقُ ذَيَّاكَ الغَديرِ

وَأهواكَ هَوَىَ غُبارِ الطَّلعِ لِلنَّسَماتِ تَنقُلُها

                         بَينَ الأشجارِ وَتَنشُرُها لِتُثمِرَ بِالخَيرِ الكَثيرِ

أَوَّاهُ مَحبُوبٌ بِهِ أَحيَا وَلِأَجلِهِ عَيشي وَأهواهُ

                           وَلَولاهُ مَا عَشِقتُ العَيشَ وَرَغبَتي لِلحُبورِ

فَأَنتَ السَّعدُ يَغمُرُني وَيَسْري في عُروقي

                             وَأَنتَ الأَريجُ لِعِطري وَتَفْتَحُ بِي زُهوري

أَنا لَولاكَ مَا كُنتُ وَلا سِرتُ عَلىَ دَربٍ وَلا

                           اِبتَهَجتُ وَلا عَرِفَتْ رُوحي دُروبَاً لِلسُّرورِ 

.....................

كتبت في / ٢ / ٥ / ٢٠١٨ / 

...الشاعر الأديب ...

....... محمد عبد القادر زعرورة ...




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ مقالة بعنوان .. المرأة عماد الأسرة والمجتمع بين الواقع والطموح ♕ بقلم الكاتب : د. أحمد عجاج حسن العبيدي

 المرأة عماد الأسرة والمجتمع بين الواقع والطموح المقدمة: المرأة هي النواة التي يتشكل منها كيان الأسرة، والأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتم...