......................... العَجُوزُ وَالكَبْشُ. .........................
... قِصَّةٌ قَصيْرَةٌ بالَّلهْجَةِ العَامِيَّةِ قَبْلَ أَكثرِ مِنْ سَبْعينَ عاماً
في بَلْدَتي صَفُّوريَة ...
... الشاعر الأديب ...
...... محمد احمد عبد القادر زعرورة...
قبل غروب الشمس بقليل ، أعود من العمل وقد هدَّني
التَّعبُ ، في الطَّريق آِلى الدار أَمُرُّ على عجوز حسناء
في أوائل الثَّمانينات من عمرها ، مُعتزَّةٌ بجمالها ...
سقا الله أيَّام زمان ، أَيام الصِّبا ...
أمسِّي عليها قائلاً مسا الخير ياحجِّي ، فتردُّ عليَّ ، الله
يمسِّيك بأَنوار النَّبي يَمَّا ، الله يعطيك العافية ويقوِّيك يَمَّا ، أَصبح بيننا كلام ...
كلُّ ما أَمرُّ عليها أُمسِّي ، وهي قاعدي عهالمصطبة عباب
الدَّار ، ومزهزهة ، وما شالله عليها ...
في أَحد الأَيَّام مرِّيت ومسِّيت عليها ، مردَّتش ...
إِطَّطلعت فيها ، لقيتها حاملي خوصا وبتسنُّ فيها
عحفِّة المصطبي ، ووجهها بنقِّط سمّْ ، وعيونها بتقدح شَرار ، قلتلها : شو القصَّة يا حجِّي ؟
قلتلي مفش إِشي ، الله يرظا عليك خلِّيني بحالي ، طرا روحي براس مناخيري هَهْ . قلتلها : بَلْ يا حجَّي أَنا مثل
إِبنك !!! والله الِّلي مضايقك لَخَلِّص عليه مين ميكون يكون .
زفرت هَظيك الزَّفرا ، تقول بتستنَّا لتوخظ بالثَّار .
رَكِّيت عليها تتقلَّلي ، شو بِدَّك بالطَّويلي ، قَلَتْلي .
هاظا يا سيدي كُلّْ يوم بِمُرّْ قبل غياب الشمس بشويِّة
مَحروق هالوالدين ، مِين هُو يَمَّا ؟!!! عَزَّا يَمْشَحَّرْ أُصْبُرْ
أُصبر عليِّ شويِّة ، مَنَا جاييتك بالحَكي .
كلّْ يوم بِمُرّْ هالرَّاعي ومَعُو شَلْيَة غَنم ، كلّْ ما وصَّصَلْ محروق هالوالدين عباب الدَّار ، عَقْبالي ، بْتُوقَفْ شَلْيِةْ هالغنم وبِطْلَعْ منها خروف كبير ، كَبِشْ ، هَالقَّدِي راسو ، كبش كبير ، كُلّْ ما وَصَّصَلْ محروق هالوالدين عَقْبال الدَّار ، مِيِنْ هُوْ يَمَّا ؟!!! عَزَّا أُصبر عَليِّ شْوَيِّة مَنَا جيِّيتك بالحَكي يَمْشَحَّرْ !!! إِنتي الثَّاني ، آ آ آ يَمَّا طَيِّبْ !!!
كلّْ ما وَصّْصَل هَالرَّاعي عَباب الدَّار بْتُوقَفْ شَلْيِةْ هَالغَنَم ،
وبِطْلَعْ منها هَالكبش ، يا حبيبي وبيجي بِوَقِّفْ قدامي ،
وبِصِير يِطَّطلعْ فييِّ ، بَطَّطلَعْ فيه مْلِيح ..بِقُوم بِطَّطَلَّعْ فييِّ وعيونو بْتٍلمعْ ....
وبتِجيني الصَّفني ، بَصْفُنْ فيي مْلِيْحْ !!!
بِقُومْ هَالخَايِرْ بِمْعِّعِيلي بصوت حْنَيِّيْنْ ماع...ماع
...ماع ، ثَلَثْ مَرَّات ورَا بَعَظْ !!! وبِظْحَكْلِي وبِرُوح !!!
كِنُّو بِغَازلني هَالخايِر !!!
قُمْتْ أَنا ظْحِكِتْ !!!
عَزَّا عَشُو بْتِظْحَكْ يَمْشَحَّرْ ؟!!!
وَلَا إِشِي يَمَّا وَلَا إِشِي .
قُلْتْ لَحَالِي : كِنُّو مْفَكِّرْني صَبِيِّيِ زْغَيري !!!
هَالخَايِرْ جَايِي يْغازِلني ، يْغازِلني !!!
هَالْمَرَّهْ إِذا سَوّْواها لَذْبَحُو ، وَاْنْعَنْ أَبو صْحَابُو .
وْهِيّْيَاني قاعدي بَسْتَنَّا .
صَدِّقْني غِيْرْ اِذْبَحُو واشرب مِنْ دَمُّو .
ظْحِكِتْ !!!
عَزَّا عَشُو بْتِظْحَكْ إِنتي الثَّاني يَمْشَحَّرْ ؟ !!!
ولا إِشِي يَمَّا ولا إِشِي ، بَحَسِّسْسْسْبْ .
وْهِيَّياني قاعدي بَسْتَنَّا..غير أَذبحو إِذا سَوْوَّاها هالمَرَّا ،
إِسَّا بِتْشوف... إِسَّا بَورِّيه .
طَلَّ الرَّاعي مِن بعيد ، شَافَتو ، هَهْ هَهْ طَلَّ الرَّاعي ،
شُفتو : أُووووو آ آ آ شُفتو يَمَّا ، إِسَّا بِتْشُوف إِسَّا .
اقترب الرَّاعي وْغَنمو ، جَهَّزَتْ الخُوصَا واستعدَّت للموقف وأَنا قاعد بَتْفرَّج عليها شُو بِدْها تْسَاوي .
وصلت شَلْيِة الغنم عَباب الدَّار ومرَّتْ ، مَطِلْعِشْ الكَبِشْ من بين الغنم وسَاوا مثل مَقَلَتْلِي ، حَمْرَقَتْ وْخِجْلَتْ .
شُو يَمَّا : شَايفو مَطِلْعِشْ الكَبشْ وسَاوا مثل مَقُلْتي . خجلت وحَمْرَقَتْ وقَلَتْلِي : كِنَّو خِجِل مِنَّكْ هَالمَرَّا ، لَإِني مِشْ قَاعدي لَحَالي . ظْحِكِتْ ، وقَامت بِدْها تْفُوتْ عَالدَّار وْهِي
بٍتْتَمْتِمْ : الله يِحِرْقُو ويِحْرِق عْظامْ الَّلِي خَلَّفُوووه .
خَزَانِي هَالخَايِرْ . شُو قُلْتِي يَمَّا ؟!!! ولا إِشِي يَمَّا ولا إِشِي ، رُووحْ عَدَاركُوو ، ودَخْلَتْ الدَّار وْهِي بِتَمْتِمْ .
وْرُحْتْ عَدارنا وأَنا طُولْ الطَّريقْ بَظْحَكْ ، وْمَعُدْتِشْ أَشُوفها قاعْدي عَبابْ الدَّار أَبَداً .
...........قَالْ الكَبِشْ خِجِلْ مِنِّي قَالْ .............
هيَ كانتْ جميلةٌ في صِباها وتَأبَى أَن تَتَنازلَ عَن كَوْنِها جميلةً في الثَّمانيناتِ مِن عُمْرِها .
.....................................
كُتِبَتْ في / ١٢ / ٨ / ٢٠١٦ /
... الشاعر الأديب ....
....... محمد احمد عبد القادر زعرورة ...
.................................
... شرح بعض الكلمات ...
مْزَهِزْهَه : مبسوطة ... خُوْصا : سِكِّيِنٌ .
هَهْ : لِلتَّنبيهِ والتَّحذيرِ ... بَلْ : وَلَوْ لِلتَّقَرُّبِ والتَّعَجُّبِ .
رَكِّيْتْ : أَصَرَّيْتُ أَلَحَّيْتُ ... شَلْيِهْ : قَطيْعٌ صَغيرٌ مِنَ الغَنَمِ .
آ آ آ : نَعَمْ نَعَمْ ... عَزَّا : لازِمَةٌ بكلامِ النِّساءِ لِلتَّعَجُّبَ .
الخَايِرْ : التَّعْبانُ لازِمَةُ كلامٍ ... الصَّفْنَةُ : البَهْتَةُ فَجْأَةً .
أَنْعَنْ : اللَّعنُ ... هِيّْياتْنِي : هَا أَناذا .
بَسْتَنَّا : أَنتظِرُ ... مْشَحَّرْ : مِنَ الشَّحَّارِ ولازِمَةُ كَلَامٍ .
إِسَّسا : الآن ... حَمْرَقَتْ : اِحْمَرَّ وجْهُها خَجَلاَ وغَضَباَ .
كِنُّو : كَأَنَّهُ .
........................

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق