الأحد، 24 يوليو 2022

& إعتذار & بقلم الشاعر : طاهر الذوادي

 * * * اعتذار * * *


أعتذر لعابر طريق لم يعرف بابا للعودة

فشمّر التيه عنوانا للرحيل

لهسهسة الوقت على عتبة الانتظار

و مرايا الذاكرة المنكسفة  

لشفاه معلقة خلف عتابات الشمس

يبعثرها الريح على شرفات المواقد

كلما عابتها الخطى

للهفة دست عميقا بجيوب الحنين

مخافة انخرام المناخ و الاحتباس العاطفي

لأرغفة الصباح المقطعة

على ضجر الرغبة و خراب الأقنعة

لورود من رخام

زرعها التشرد على مسارح الروح

فلم تبتسم و لم تبكي قعر الظمأ

لرقصة غجرية الحروف  

بين فراغ الأرصدة و نباح الهوس

و تزييف جوازات السفر و الأشرعة

لرسالات الموائد المنسية بأحضان الغبار

و وشوشة الشموع المقطوفة من ملل  

لطبطبة رموش الأمومة

و دغدغة سؤال الأبوة

لسرير الشتاء المبلل و الوسائد المذبوحة

و مناديل المحو المركونة في زاويا النسيان

لمدن الصلصال المتحجرة على سارية القلب

لضمائر الجمع الكاذبة

لديناميكية دوران الأرض 

لوخزات المآذن و زفارات الانذار

للشرفات المسيجة بعطب الكمنجات

و أضرحة النايات

لضحايا تذاكر الأمل  

و الشموس المكتوبة بجمر الطريق

لغرق الزوارق و البريد في أروقة الحصاد 

لرايات الوطن المرفرفة من صراخ

و أقاحي الصمت

و كنت أبدا أعتذر لأنسى

كتبت ... أبحرت ... سافرت ...

نمت ... غفرت ... حاولت ... 

حاولت ... حاولت ... حاولت ...

لأنسى ... لأنسى ...

و لكنني أبدا ما نسيت

لهذا و لكل هذا اعتذرت


   ~ طاهر الذوادي ~






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ بائعة الورد ♕ بقلم الشاعرة : سامية محمد غانم

 بائعة الورد مين يشتري الورد مني وانا مش بياعة ورد  بهديه للأحبة من غير فلوس وبكل حب وود معايا الورد على كل لون والأحمر لون الخد والأبيض للى...