{ وأشرقت الأرض بنور ربها }
بقلم سفيرة الشعر العربي بالأردن
[د. السفيرة هناء عبدالله الطيبه]
يتعاقب ليل ونهار،
ينبلج فجر
ويولج مساء،
ينقشع السحاب،
ويتلاشى الضباب،
وأشرقت الأرض بنور ربها،
فسبحان الله الذي يولج النهار من الليل، ويولج الليل من النهار.
وسبحان الله الذي يخرج الميت من الحي، ويخرج الحي من الميت.
ويذهب عام ويأتي عام، وها هي الأيام تمضي بنا مسرعة وتدور عجلة الزمان،
وتسرق الحياة منا أعمارنا، ونشعر بكل لحظة بأننا نولد من جديد، ونعيش بكل شغف وشوق على هذه الدنيا.
وتحترق بداخلنا ألسنة لهيب الحنين،
وتشتعل بجوارحنا نيران تضرم في أشواقنا وتنشر أعواد ثقابها وتجلدنا بسياط الندم كل حين.
ونمشي بخطى ملؤها الحذر،
ونترقب بكل خوف وذعر الغد القادم إلينا ويحمل بجعبته مستقبلا مجهول الهوية.
ويسافر بنا على جناح السرعة،
ونقتفي آثار المكان، ويهتز بين شغاف القلوب شعور متهتك، وحنين إلى الماضي.
ويخيم الظلام بالمكان، وتزداد العتمة والدجى بين حنايا الذات، ويختفي بريق الأمل وراء السراب الذي يترنح بين كثبان الأفكار المشوشة،
ويتوه في صحراء النسيان.
وهنالك وميض فرح، وبصيص سعادة يداعب القلب ، ويدغدغ الروح،
يرنو إلى غد أفضل يحمل بين طياته حلما بات قريب المنال، ولربما يصل بنا إلى مرفأ الأمان.
وتسكن بين ثنايا الروح لواعج وآهات، وينتاب النفس شعور غريب، يجعلنا نغرق في لج الحيرة،
وتنقض على محك واقعنا المزري مخالب الأنين، وتغرز أنياب العذاب وبراثن الخوف أجسادنا السقيمة.
وتتوه من الذات كل الحروف، وتضيع معاني الكلمات،
وتنحدر ملامح البهجة،
وتهرب جميع الأمنيات، وتتوارى خلف منعطفات الذاكرة.
ونجتث الضوء المنبعث من نوافذ المساء،
ونبحث في فجاج الأرض عن معالم خفية، وأسرار تختبئ بكل عنفوان بين تضاريس الزمان.
وأعناقنا مشرئبة نحو السماء،
نتضرع إلى الله بالدعاء، بالفرج العاجل، وبأن يزيح الغمة عن أعيننا،
وبأن ينشل قلوبنا التي أثقلتها جبال الهموم وأن يذهب عنا كل الأحزان، وأن يخفف عنا من عبئ الدنيا، وأن يمسح على صدورنا برحمته التي وسعت كل شيء.
وتشرق الشمس من جديد، وتفرد جناحيها على أطراف الكون،
وتنشر خيوطها الذهبية على مدى تلك المساحات. لتبعث إلى الروح الطمأنينة والدفء والسكينة.
وتسكن بين الضلوع طاقة إيجابية، تدفعنا إلى التفاؤل بغد أجمل، يسيره الله جل في علاه،
وما أجملك أيها الغد الآتي من عند الله الرحمن الرحيم،
وما أجمل الأرض عندما تشرق بنور ربها الكريم العظيم،
وستبتسم الأماني في ذات يوم،
اللهم إني أسألك بعظيم قدرتك أن تجعل ما يتمناه قلبي تراه عيني،
والحمد لله على حياة يدبرها الله،
اللهم إني استودعتك جميع شؤون حياتي فلا مدبر لها غيرك.
ولنا في الله ظن لا يخيب...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق