الأربعاء، 21 سبتمبر 2022

& قصة .. سيدة القطار & بقلم الأديبة : عبير جلال

 سيدة القطار،،،،

كنت أخذت قراري بزيارة أهلي في مدينة تبعد عن سكني مسافات كبيرة،،،،ولذلك قررت أن أستقل القطار لأنه أسرع وأأمن وسيلة مواصلات،،،ولاأخفي سرا الأرخص في السعر ،،

ركبت قطار الساعة الثامنة ،كنت في غاية السعادة لإتخاذي قرار السفر، حملت معي بعض الملابس البسيطة التي تكفيني في زيارتي،وبعض الهدايا لأخوتي ولأمي وأبي،

كنت في غاية السعادة ،تكاد الفرحة تغمرني ويكاد قلبي يقفز فرحا للرؤية أهلى،،

جلست على الكرسي المخصص لى، و إتكأت على حافة النافذة لأنظر على المناظر الرائعة من خضرة ومنازل مبنية تحيطها الخضرة والأشجار في كل مكان،

بدأ القطار في التحرك،نظرت للسماء،فشعرت لبرهة إن السماء تسير مع القطار،

ضحكة ضحكة خفيفية بيني وبين نفسي

القطار الذي يسير وليست السماء،

نظرت أمامي نظرات شاردة

لمستقبل غامض لاأعلم عنه شئ،،،

رويدا رويدا تسلل النوم لعيوني،وبعد قليل أستسلمت جفوني للنوم،

لا أعلم كم نمت من الوقت ولكني أستيقظت بعد فترة ،على صوت بجواري ،،

من فضلك ،،من فضلك،،من فضلك،،

فتحت عيوني،كانت مفاجأة دق معها قلبي،

فتحت فمي من الدهشة،

وأخذ الذهول مني وقتا،

من أمامي إنه حبيبي أنا،،،

أو من كان حبيبي،

لم يعرفني طبعا لأن وجهي مغطي بالنقاب،

لملمت شتات نفسي،،

وأجبت ،تحت أمرك،،

فرد أرجو المعذرة،،

هذا الكرسي رقم٥٣

أجبت نعم هو،،إتفضل إجلس،،

إتفضل الكرسي،

جلس بجوار وبكل لطف

تكلم ،،على فكرة الكرسي الذي يحمل رقم الحجز بجوار النافذة و حضرتك تجلسين عليه،،

كم الإحراج الذي ألم بي لايوصف،

حاولت أن أنهض ليجلس مكاني رفض،

أه من الزمان مازل لديك خفة الدم ورقة التعامل،،

شكرته وجلست مرة أخرى في مكاني،،

إتكأت برأسي على حافة النافذة،،،

وذهبت مع رحلتي الطويلة

ذهبت في رحلة مع الذكريات،

فعلا هذه الحياة قصيرة،

بالأمس القريب ذلك الغريب الجالس بجانبي

كان أقرب إنسان لقلبي،

لا أنكر ومازال، حبيبي حتى الأن

مازل سرحبه الكبير في قلبي،،،

مرت ذكرياتي مرور بطئ،

تذكرت أيام الدراسة في الجامعة،،،

ونظرات عيونه تراقبني في كل حركاتي،

كنت كالغزال الرشيق،

أتحرك برشاقة هنا وهناك،

كنت فتاة جميلة شعري أسود حريري منسدل على كتفي وبعض خصلاته تنسدل على جبيني،،

لدي عيون كعيون المها نظراتها تصيب القلوب غراما، كنت مبتسمة طوال الوقت حتى وأنا حزينة،

أه يا لها من ذكريات 

ذلك الحبيب الجالس بجواري كان يكبرني بسنتين،،،،

كنت في الفرقة الأولى وهو في الفرقة الثالثة من كلية التجارة،

كنت أستعين ببعض الأصدقاء لأخذ بعض المحاضرات منهم،

وفي يوم وقف أمامي جزء لم أستطيع أن أفهمه أبدا

نصحوني بعض الأصدقاء ،

بالاجوء له لإنه معرف عنه تفوقه،

كنت أظنه مغرور بعض الشئ،ذهبت أكلمه وأطلب منه المساعدة،

فإذا به يكلمني بكل رقة وبأدب جم ،،تفضلي إجلسي حتى أستطيع الشرح لك،

له من الصوت السحر،

فعلا ساحر في كل شئ، منمق الحديت عذب الصوت ،فعلا رائع في كل شئ

كنت أجلس بجواره ،يغمرني الحياء،

لاأستطيع رفع جفوني حتى أشاهده وهو يشرح لي،

توال لقائنا، مرات ومرات،

سألت نفسي ما هذا الإنجذاب له،

كنت أنتظر لقائي به،

وتكرر لقائنا كثيرا،،،

حتى جاء يوم الإمتحان ،وأجبت الأسئلة كلها ،وحصلت على تقدير في هذه المادة،

ومرت الأيام وزاد إرتباطنا،،،

وفي يوم إعترف لى بحبه،

تراقص قلبي فرحا مثل العصفور بين جنبات صدري،

وقرر حبيبي التقدم لأهلي بعد التخرج،

وجاء اليوم المعهود،

وزارنا حبيبي في منزل الأسرة ليتقدم لخطبتي،

وكانت المفاجأة رفض أهلى،

لعدم وجود توفر إمكانيات لزواج،

كيف هذا أتقتلوا قلوب في سبيل الشكليات،

لماذا الحكم بالأعدام على حبي،،

حاولت كثيرا معهم ولكن أبدا،

حاول حبيبي أن يعمل بكل جدا، ليجمع بعض المال وليحصل على شقة لتكون شقة الزوجية،ولكن أبدا،

ظل أهلي على موقفهم وهو موقف الرفض،بدون سبب وجيه،

وتحت إصرار أهلى رضخت لرغبة أهلى،

وتنازلت عن حبي،أمامهم فقط

ولكنه مازال يعيش بداخلى،

مرت ذكرياتي أمامي وكإنها شريط سنيمائي،في أقل من دقائق،

أفقت من ذكرياتي على صوت حبيبي مرة أخرى يقدم لى مشروب ،،،

إتفضلى يامدام أنا طلب لك مشروب بارد لأن الجو حار جدا والطريق مازال طويل،

أه يا ربي ،،مازال كريم ومازال لبق في حواره،

حاولت الرفض بكل ذوق ولكنه صمم،وأمام إلحاحه،

أخذت المشروب من يده وشكرته جدا،

والمفاجأة لقد قام من كرسيه وأعطاني ظهره ليعطيني فرصة لشرب المشروب براحتي حتى لا أشعر بخجل لأني أرتدي النقاب

شربت المشروب وأنا في غاية السعادة

فقد غمرني شعور كنسيم الربيع ينعش حياتي التي تجمدتبعد رفض أهلي له ،،

شكرت حبيبي بكل ذوق لهذه المجاملة الرقيقة،

فإذا به يرد لاشكر على واجب

،،أحب أن أعرفك بشخصي،،،

أحمد عبد الدايم مدير البنك الاقليمي،،

أنتظرت برهه وحدثته بيني وبين نفسي

كيف تعرفني بنفسك،

وانت أقرب لنفسي من روحي،

أنت حبيب الشباب وفرحة العمر،أنت ضحكتي التي غابت عن شفاهي،

انت جمالي الذي خبأته تحت النقاب بعد أن رفض أهلي زواجي بك،

أنت إستقراري الذي ضاع مع الأيام،

انت الأيام الخوالي والأحلام الوردية،

أنت قصة حبي وغرامي وشجوني،

مهما تكلمت عنك لن أفي مكانتك في قلبي،

أنت يامهجة روحي،شربة الماء التي أنتظرتها من سنين لتروي عطش الليالي،

سيدتي،،سيدتي،،

أفقت مرة أخرى 

على صوته الساحر،

نعم أعتذر لشرود بعض الشئ،

لاتلقي بالا سيدتي،

فأنت محقة السفر متعب لمسافات طويلة،،،

تبادل معي الحديث

لكم هو جميل الحديث معك

ممتع وشيق أتبادل معه الحديث،

تناول كثيرا من النواحي الإجتماعية والإقتصادية

حتي الفنية،،،أنت كما أنت مثقف لم تغيرك الأيام،

كلماتك لها وقع السحر 

على قلبي،

سألني،،وحضرتك سيدتي

هل تعملين،

أجبت نعم أنامديرة إدارة المشتريات في إحدى الشركات الكبرى،

أهلا وسهلا سيدتي

تشرفنا،،

 أهلا وسهلا بحضرتك،،،

حضرتك كلية تجارة مثلي،،

فعلا أنا خريجة كلية تجارة،،

إستمر الحديث الشيق بيني وبين حبيب القلب

سألته ،،،

هل حضرتك متزوج،

أجاب نعم 

متزوج من عشر سنوات

وعندي ولد وبنت،

تزوجت بعد مدة كبيرة من التخرج،

تزوجت زواج صالون كما يقولون عنه،،،

تزوجت تحت إلحاح الاهل بعد أن تخطى سني الأربعين،

عندما حدثني بذلك

كنت أكتم أنفاسي حتى لايشعربي ولا بأي إنفعال لدي،،،

إبتسمت تحت النقاب ،،

وقلت له بارك الله لك فيهم ،

أجاب بكل صراحة،،

لاأخفي عنك سرا،

كنت على علاقة حب مع إحدى زميلات الدراسة

وظلت قصة حبي لها في قلبي مدة طويلة

يبتسم وضحك ضحكة خفيفة، وقال يا لها من قصةحب عنيفة مازالت أثارها حتى الأن في قلبي

إبتسمت من تحت النقاب

ومع الإبتسام إنهمرت دموعي،وقلت بيني وبين نفسي،،

أنا حبيبتك التي عاشت على ذكرى حبك وماتزال تعيش على لحظات حبك

فيها الحبيب الغالي،

الذي لم تفارقني صورتك أبدا،

أنا يا حبيبي أقسمت أن لايري وجهي أحد غيرك

وأرتديت النقاب بعد رفض أهلي زواجي منك،

رفضت كل من تقدم لخطبتي أو الزواج مني،

أنا كما أنا كما تركتني من خمسةوعشرون سنة،

أنا كما أنا يا حبيبي ،،

حبيبتك المخلصة لحبك،

أنتظرت برهة،

وسألته هل أنت سعيد مع زوجتك،

أجاب الحمد الله ،،هي ونعم الزوجة الصالحة

لم أكن أتمنى أن أحظي بغيرها زوجة،

الحمد الله كل إنسان يأخذ نصيبه من هذه الحياة

توقفت كثيرا عند هذه الكلمة،

فعلا كل إنسان يأخذ نصيبه من تلك الحياة

وأنا أخذت نصيبي ،وهو عهدي لك بالوفاء مدى الحياة

قاربت محطتي على الإقتراب،

ويساورني شعور أن أعترف له أني حبيبته التي تحدث عنها،

ولكني أمسكنت نفسي،

حتى لا أفسد حياته،

توقف القطار وتأهبت للنزول في تلك المحطة

ولأول مرة أنظرله،لإنه مدة السفر يجلس بجانبي،

نظرة كلها سلامات من القلب وعهود من الفؤاد

في لحظة ساد الصمت برهة من الوقت وكإنها دهر كامل،

فإذا به يقول ،،

مع السلامة ياأميرة قلبي،

ذهلت من الكلمات،

ونظرت له،

عرفتك بمجرد النظر في عينك برغم النقاب إلا إني عرفتك،

وهل ينسي الحبيب عشق حياته،

بقلم عبير جلال

٢/١٢/١٩





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ لا وعينيكِ ♕ بقلم الشاعر : د. مهدي داود

 " لا وعينيكِ"                     ************ حين نقشت خيوط القلب في عينيكِ ورسمت معاني الحب من شفتيكِ أحسست بعمق الاشواق أيقنت...