سفينة الدنيا
....................
ركبنا سفينة الدنيا وبحرها
معنا كل أحلامنا والأمنيات
حسبنا أن الدنيا راحة لقلوبنا
لاخوف فيها ولا حزن ولاآهات
وتهنا تارة بين المد والجزر
وتارة تتلاطم بنا أمواج الحياة
وطفنا نخفق فوق زبد البحر
يهوي بنا من خفته كالوريقات
فتهوي قلوبنا خوفا وهلعا
وتصاحبنا الزفرات والأنات
لا نملك إلا الشكوى والدمعات
ويملأ قلوبنا وَجل مما هو آت
كلما لاح في الافق خيط أمل
تسلل من سنا وضوء النجمات
قلنا هذه تباشير المسرات
وما كان إلا وهما وخيالات
في وسط المتاهات والمدارات
جاء ضوء البرق لامعا براقا
فتهللنا وقلنا هيهات هيهات
فيتبعه رعد مخيف مجلجل
فوجلت قلوبنا رعبا وخوفا
وقلنا ضاعت أحلامنا والأمنيات
فتبع الرعد رحمة الله بالبشر
فأمطرت ماءًا تعيد لنا الحياة
فالله ساق لنا السحب والغيمات
فهدأت الرياح العاتية الصاخبة
وسكن البحر كسكون الليل
وما عادت الأمواج هاجت
فشكرنا الله الرحيم على النجاة
وتهللنا فرحا ومسرة وسعادة
وقلنا هلت علينا الخيرات
يا صاح :هذه هي الدنيا تتقلب
تارة تأخذنا لدروب اللوعات
وتارة تتوه فيها العقول والذات
وتارة تفرش لنا ارضها بالورود
فنعيش فيها بالسعد والملذات
فالدنيا دنيا الغرور لا بد فانية
لا يدوم فيها حزن ولا مسرات
عائدة طلوزي..الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق