..................... لَا تَلْعَبِي بِأَعْصَابَي ..........................
... الشَّاعر الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
لَا تَلْعَبِي بِأَعْصَابِي فَأَعْصَابِي حَدِيْدُ
إِنْ كُنْتِ أَنْتِ تُرِيْدِيْنِي
فَأَنَا لَا أُرِيْدُ
فَأَنَا مَنْ جَرَتْ خَلْفِي الْصَّبَايَا
بِالْمِئَاتِ بَلْ يَزِيْدُ
وَلَسْتِ وَحْدَكِ مَنْ تُحَاوِلِيْنَ مَعَي
مُنْذُ سِنَيْنٍ
لَكِنْ دُونَ جَدْوَىَ
أَلَسْتِ مِمَّنْ جَرَيْنَ خَلْفِي لَاهِثَاتٍ
هَلْ نَسَيْتِ
وَأَنَا الَّذِي مِنْكِ شَيْئَاَ لَا أُرِيْدُ
لِأَنَّ طَبْعَكِ
طَبَعُ الْأرِقَّاءِ الْعَبِيْدِ
وَأَنْتِ تَعْلَمِيْنَ أَنَّ طَبْعِي
طَبْعُ الْكِرَامِ
وَأَنَّ الْكَرَامَةَ عِنْدِي تَجْرِي بِالْوَرِيْدِ
أَتَظُنِّيْنَ أَنَّ الْدَّمَاثَةَ في الأَخْلَاقِ
وَحُسْنَ الخِطَابِ
عِشْقَاً أَوْ هَوَىً ؟؟؟ !!!
فَأَنْتِ تَائِهَةٌ ...
وَلَيْسَ مِثْلِي
مَنْ عَنِ الْخُلُقِ الْرَّفِيْعِ
وَعِزَّةِ الْنَّفْسِ وَعُلُوِّ هِمَّتِهَا يَحِيْدُ
أَنَا مِنَ الْزَّمَنِ الْعَتِيْقَ تَرْبِيَتَي وَأَخْلَاقِي
أَلَسْتِ تَعْرِفِيْنَ مَنْ أَنَا !!!
فَأَنْتِ مُشْتَبِهَةٌ جِدَّاً
وَمُشَوَّشٌ عَقْلُكِ إَلَىَ حَدٍّ بَعِيْدِ
أَنَا مَنْ رًبِّيْتُ عَلَىَ الْوُدِّ
وَالْتَّقْدِيْرِ لِلْنَّاسِ
قَرِيْبَاً كَانَ مِنِّي
أَوْ لَمْ يَكُنْ يَرْبِطُنِي بِهِ حَبْلُ الْوَرِيْدِ
أَنَا هَكَذَا كُنْتُ
وَمَا زِلْتُ وَأَبْقَىَ
مُنْذُ أَنْ رَأَتْ عَيْنَايَ الْنُّورَ
إَلَىَ أَنْ أَبِيْدَ
أَنَا لَا أُرِيْدُ مِنْكِ شَيْئَاً أَنَا لَا أُرِيْدُ
لَا تَلْعَبِي بِأَعْصَابِي فَأَعْصَابِي حَدِيْدُ
أَنَا لَا أَشُمُّ الْوَرْدَ مَقْطُوفَاً
وَلَا حَتَّىَ عَلَىَ أُمِّهِ
إِنْ شَمَّهُ قَبْلِي مُرِيْدُ
قَالَتْ أُحِبُّكَ
قُلْتُ أَنْتِ تَحْلُمِيْنَ
وَمَا طَلَبْتُ مِنْكِ أَنْ تُحِبِّيْنِي
فَكَيْفَ أَقْبَلُ أَنْ أَشُمَّ الْوَرْدَ
وَقَدْ ذَبُلَ وَلَيْسَ لَهُ أَرِيْجُ
فَهَذَا عَنْ ذَوْقَي وَأَخْلَاقِي وَتَرْبِيَتِي
وَعِزَّةِ نَفْسِي عَنْ نَفْسِي جِدُّ بَعِيْدُ
أَنَا لَا أَشُمُّ الْوَرْدَ
إِلَّا بِزَهْوَتِهِ وَبَهَاءِهِ
وَإِلَّا إِنْ رَآنِي مَالَ نَحْوِي
مُطْلِقَاً عِطْرَاً نَقِيَّاً
وَأَرِيْجُهُ لَيْسَ لَهُ شَبِيْهٌ في الْوُجُودِ
خَصَّنَي بِأَرِيْجِهِ وَحْدِي
لَا قَبْلِي وَلَا بَعْدِي
وَكَأَنَّهُ خُلِقَ وَتَفَتَّحَتْ أَزْرَارُهُ لِأَجْلِي أَنَا
أَنَا وَحْدِي
عِنْدَهَا أُقَبِّلُهُ إِنْ مَالَ إِلَيَّ بَاسِمَاَ
مُطْلِقَاً مِنْ مَبْسَمِهِ الْعِطْرَ الْفَرِيْدَ
وَغَيْرَ ذَلِكَ أَبَدَاً لَا أُرِيْدُ
وَإِنْ جَرَتْ خَلْفِي لَاهِثَةً كُلُّ الْوُرُودِ
فَأَنَا لَا يَعْنِيْنَي الْشَّكْلُ مِنْهَا
وَلَا قَطَرَاتُ الْنَّدَى الْمَرْشَوشُ
عَلَىَ أَوْرَاقِهَا رَشَّاً
وَيَعْنِينِي مَنْبِتُهَا
وَالْعِطْرُ مِنْهَا وَالْأَرِيْجُ
وَتُرْبَتُهَا وَجُودُ الْعُودِ
فَلَا تَلْعَبِي بِأَعْصَابَي فَأَعْصَابِي حَدِيْدُ
..............................
كُتِبَتْ في / ١١ / ٨ / ٢٠٢٢ /
... الشَّاعرُ الأَديبُ ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق