انا و البحر
في نهاية موسم الصيف و بداية شهر أيلول تبدأ الشمس بتخفيف حدتها و تميل درجات الحرارة للانخفاض شيئا فشيئا و تقل رطوبة الهواء على شاطئ البحر ما يجعل الجو معتدلا رائقا يبعث في النفس مشاعرا مفعمة بالأمل و بالجسد راحة لا مثيل لها تعطي الإنسان دفعة معنوية كبيرة تجعله ينفس شيئا من ضغوطات الحياة التي يعانيها طوال العام .
وليس أجمل من أن تكون على شاطئ البحر في هذا الجو البديع و خصوصا في هدأة الليل و نسمة باردة رقيقة تداعب وجهك و تبعث في نفسك المتعبة بعض النشاط و الحيوية ، تجلس في هذا الجو الهادئ و تستمع لصوت الموج و كأنه يعزف سيمفونية جميلة بألحان عذبة أنيقة تعكس ما يعتمل في داخلك فإذا كنت فرحا تشعر أنه يفرح معك و اذا كنت حزينا يواسيك و اذا بكيت يضم دمعتك الى مياهه ليشاطرك ما تعاني ، هذا الجو الشاعري لا تجده الا ليلا حين يقل رواد البحر و يختفي ضجيجهم و أصوات صراخهم و العابهم في النهار .
عندما تجلس على الشاطئ نهارا يلفت نظرك رمله و اصدافه و حصياته المتناثرة هنا و هناك بأشكال و أحجام و ألوان مختلفة ، تنوع مذهل يشابه تنوع البشر بأشكالهم و ألوانهم و اعراقهم فسبحان خالق كل شيء ، فمنها ما هو كبير الحجم يؤذيك اذا ارتطمت به و منها صغير و خشن يجرح قدميك اذا ما دست عليه و منها ما هو كبير بشكل كاف لتجلس أو تستند عليه أو تحفر عليه ذكرى مرورك من هذا المكان و منها ما هو ناعم الملمس ذو ألوان زاهية تستعمله في الزينة لجمال منظره و تناسق شكله .
البحر عالم واسع منه بدأت الحياة و استمرت ، يخفي في أعماقه من الأسرار الدفينة و الكنوز الثمينة ما لا يعلمه الا الله ، كذلك عالم البشر و نفوسهم الغامضة التي تخفي من المشاعر والعواطف ما يشبه تلاطم امواج البحر ، لا يطلع عليها و لا يعرف كنهها إلا الله جل في علاه .
🖊️ بقلم
معين علي الرفاعي
١٤/٩/٢٠٢٢

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق