"خربشة على أوراق الخريف"
بقلم السفير .د. مروان كوجر
بعد كلِّ صيفٍ يمضي خريفٌ جديد
ويأتي الشتاءُ بليل مدِّيد
كنت تتحدثُ عن الربيع
فماذا جرى ؟
هل سقط من الحروف وأخلفتَ الوعيد.؟
هل أخذتني نحو السواد من البياض
وأصبحتُ البعيد.؟
كنت أظن الدفئ بين يديكَ
لكن ناراً بين الضلوع شبت
تهدأ أحياناً ثم تزيد
صقيعٌ ،أم برد، أم عواصف ،أم نار،
أو سلام
سيان عندي
فسطور قدري وما خط الوعيد
رميتَ قلبي في بئر لا قاع له
وكم كان ظني بأنكِ الدربَ السديد
أنتهى الطريق وما زلت أسير
وكأن حدفي إلى هاوية
أمشي لقدري وأمسيتُ انا الوحيد
إذا أدرتُ وجهي سيصبح القمر أسود
حينها أهدم بيت القمر
اهدم السطور أشرد الحروف
أبعثر الأحلام وابدد الشطآن
أنحت على الجدران أسيَّرُ الدم الركيد
واهدم في قلبي الوعيد
وعلى أساس أن الحب أبدي !
هذا ماقلت أنت
لكنني الآن ممزق كالطفل الشريد
أجهشت بالبكاء بينما تنظر عيناكَ قدري
قلي هل سأصحو من هذا الكابوس
إنتزعه مني وخذه إن استطعتَ
بعيد بعيد بعيد......
أم أنكَ الميال لأمر جديد
حين أسقط سأستمر بالخطأ وأزيد
ولن تغنيني شفاعة
ومكبل الأطراف والعنق بالحديد
أحيانا كنت أتجاهل الخوف بداخلي
من الصعب فهم ذلك
الحب ليس بقدر ماتظن أيها المدى
بل بقدر ما تحترق في سبيله
هذا برأي هو الحب الفريد
فدعِ الخريف ما زالت أيامه تسبقني
خطواته واسعة
أظن بأن الشمس سيأفل نورها
وفي كلِّ فجرٍ من أمل يعيد
سأنحني وأرتشف قبلة
وكأنني أرتشف الوداع والحضن الأخير
سيخجل الضباب من فعلتي
سيهجرني الليل
ويسكن الظلام في عين الوسيد
سأعلق قلبي على أهداب عينيك
وسينبت الشعر على أكفِ يديك
وأبحثُ عني. فأنا من جاور السعيد
هل مات في عيني .؟
أهو في الجنة أم نار الوريد .؟
هيت لك أيها العنيد
لم يعد في العمر آفاق المديد
فالأيام تجري والحب عندكَ
تفرز وأسال ، تقهقر وتدانى ، تشمع ،
تصلب ،تمادى، تبعثر واندثر وكادني
إني ارَ الوؤد
أم هي أضغاث البعيد
رحماك أيها الوليد
فالقلب ما رغب المديد
*فأسدل الضباب ولا تعيد*
أضغاث سوريانا
Dubai 18 Oct 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق