*** ربا التلاقي ***
ها هنا تلاقينا
كطفلين في ساحة الهوى
بريئين كصفحة بيضاء
نخط حروفها من الجوى
تتعانق روحانا كأننا
نبت قد نما وشب معا
متشابك الأوصال وربما
جذر لفرعين قد تفرعا
تباعد الرياح أغصانها
لكنها بالأصل تزداد تماسكا
يأتي الخريف يزيل عيوبها
وبالربيع تتفتح وتزيد تألقا
يعبق شذاها سائر الأركان
فيشدو القلب لها مداعبا
يلامس خد الورود بنشوة
تفجر بركان بالفؤاد خامدا
تتحسس نبض الحنين
فيبدو نار جمر موقدا
أيا من كنت من الأزل توأمي
اليوم أعلنك حبيبا متفردا
تمتلك زمام الفؤاد ونبضه
ولعرشه بت ملكا مكللا
فاحكم بشرع الهوى معذبي
ولعشق عمري كن له منصفا
فمهما عصفت بنا الرياح
لا تنس أننا جذر موحدا
قد يغيب الطير دهرا
ويظل لوطنه عاشقا عابدا
***********************
بقلم / مصطفى كرم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق