إنسان مع العالم الآخر
١٣
الملك
بقلم عبدالحميد أحمد حمودة
استيقظ نشيطًا وسعيدًا مما سمعه وعرفه، وتوضأ وصلى، وقرأ ما أتيح له من القرآن، وذهب إلى العمل، بينما كان جالسًا في مكتبه، رأى الأميرة التي كانت معه وذهبت لتتزوج الملك، تحاول إرسال رسالة إليه، لكنها لم تستطع.
وسمع صوت الأميرة أديرا
-لا تقلق بشأن ذلك واتركها
- لا أقلق بشأن أي شيء على الإطلاق ولكني أريد أن أعرف ما تريد
- لا تسأل عن ذلك، اتركها
- لا تملي عليّ أي شيء، ولا تدخلين فيما لا يعنيك
وعندما عاد إلى المنزل وجلس في حديقة المنزل، دعا الأميرة لتأتي على الفور، عندما أتت إليه
- ماذا تريدين؟
أريد أن أعود إليك مرة أخرى
هل مات زوجك الملك؟
- نعم
- علمت قبل ذهابك أنك ستحاولين العودة، لأنك لم تعلمي أن أخا الملك هو قائد الجيوش، وعلمت أنه شرير جِدًّا وأنه لن يسمح لك بالجلوس على عرشها.
والآن سأخبرك بما حدث معك:
- مات الملك وجلس أخوه على العرش بالقوة وأخذ حقوق أبناء أخيه وسجنك في القصر، ولو لم أخرجك الآن لبقيتِ على هذا الحال، والآن أنت ملكة فقط باللقب وليس لك مكان.
حتى أطفالك ليسوا معك، تم أخذهم من قبل عائلة زوجك عندما تزوجتِ وأنت تنتظرين أن تصبحي الملكة لتكوني أقوى منهم وتستعيدين أطفالك، لكن للأسف كل خططك باءت بالفشل، مثل الأفعى السامة، تقوم بنشر السم للحصول على ما تتمناه.
نظرت مندهشة لما سمعته ، وكانت الأميرة أديرا تقف هناك أيضًا تراقب ما يحدث وقد صُدمت بما سمعته أيضًا.
قال بصوت عالٍ:
- إذا عادت هذه الأفعى مرة أخرى، تُقتل دون الرجوع إلي.
بدا أنه يتأكد من أن لديه طاقة لا يعرف مدى قوتها، لكنها مؤثرة جدًا على الجان.
بدأ يتغلغل في أماكنهم، مستخدم قوة الطاقة التي أنعم الله عليه بها، يراهم بمساعدة من حوله من الجن ويسمع ما يقولونه بوضوح.
حتى جاء اليوم الذي التقى فيه بصديق قديم له
-اشعر بامرأة من الجان الطيار المجنح قوية جدًا، اشعر بوجودها بعيدًا، لكنها تخصك
-اعلم بوجودها وأنها معي منذ سنوات عديدة.
-لماذا هي بعيدة وغير قريبة منك؟ أليس من المفترض أن تبقى بجانبك؟
-نعم، لكنها خائفة من شيء لا أعرفه
ومنذ جلست معك وهي تحاول إخباري بالذهاب وعدم البقاء معك
-اطلب منها المجيء إلى هنا
-لا، أتركها الآن، فهي لا تريد أن تأتي
-صفها لي
-عمرها عشرون سنة، جميلة جدا، ترتدي فستانا أبيضًا وعيناها سوداوان.
لم يخبره بما كان يراه، وهو امرأة سوداء نحيفة في ثوب أسود، وإنها ساحرة كبيرة، لكنه أخفى ذلك في نفسه.
بعد عدة أيام جاءه صديقه وجلس معه بمنزله
-انها تطلب مني عدم مقابلتك مرة أخرى، وأني اشعر بالخوف، ولهذا جئت لاطلب منك صرفها عني.
-لماذا لا تريدها معك؟
-أنا مجبر على أن أكون معها، أنا خائف جِدًّا منها عندما لا أفعل ما تطلبه، فهي تؤذي ابني الصغير، لكنني شعرت بخوفها منك، ولهذا السبب أتيت إليك.
-ياتي بها الي هنا الآن
وجدوها واقفة أمامهم
- أريدك أن تذهبي ولا يراك مرة أخرى
-لا أريد أن أذهب ولن تجبرني على ذلك
فجأة ظهرت مملكة كبيرة يجلس على عرشها ملك كبير يرتدي زيًا أحمر منقوشًا بالأسود والأفاعي، وعلى رأسه تاج كبير على شكل أفعي، وكرسيه من الذهب والألماس اللامع للغاية، وتحيط به أسود وأفاعي كبيرة كما يحيط به ملوك آخرون.
فنظر إليهم الملك
-هي لا تريد أن تذهب وتريد البقاء معه، كيف تطلب منها أن تفعل هذا، وما شانك أنت في هذا؟ وبينهما ميثاق لا يمكن نقضه.
ابتسم له وهو ينظر اليه
-ستنهي كل شيء، خذها وانطلق من هنا ولا تعود أبدًا
ضحك الملك بصوت عالٍ
-ماذا ستفعل إذا لم يحدث ما قلته الآن؟
-ستقتل ويتم الاستيلاء على مملكتك
ضحك مرة أخرى
-أعلم جيدًا أنه لا يوجد أحد من حولك قادرا على ذلك، أنا ملك كبير واسأل من حولك عني، يقولون لك إنهم ليس لديهم سلطة علي وسوف ينقلبون عليك.
لم يغضب ولم يفعل شيئًا بل نظر إليه بابتسامة
-عندما تتحدث معي، كن واقفًا، لا تجلس على كرسيك
فنظر إليه الملك بقوة ووقف
-لم أقصد تحدّيك أو التقليل من شأنك، لكن هناك عهود بينهما لا يمكن نقضها
أحطمها على رأسك أنت ومن معك، والآن أبرم اتفاقًا جديدًا معك وأكتب إذا عدت، سنعود، ورأسك هي جزاء عودتك
-إذا رفضت هذا؟
-الآن تقتل ويقتل الجميع معك
-أوافق، وأعلم أنني لست وحدي، وأنك بدأت الأمر ولم ينته بسهولة
بدأت تبكي بشدة بعد أن تأكدت من مغادرتها له، أشار إليه بابتسامة
-اذهب أنت ومن معك
كان صديقه متفاجئا للغاية مما رآه
-أرى كما لو أن عيني ترتفعان والأرض تغلق، ولا أرى شيئًا بعد ذلك، واعلمك عندما نظر إليك الملك ووقف، كانت هناك أنياب وملامح أسد مهيب على وجهك.
عندما نظرت إليهم، أرعبت قلوبهم، وشعرت أن هذه المرأة ترتجف من الخوف والرعب، هي ومن هم معها، الآن لا أرى أيًا منهم ولا أشعر بهم
-لقد انتهوا ولن تراهم مرة أخرى إن شاء الله
ذهب صديقه وخرج ليجلس وحده في حديقة المنزل.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق