يمامة
عندما حل الصباح خرجت إلى الغابة حتى أستنشق انفاسه الباردة.
وما أن دلفتُ إليها لم أجدها. وجدت نفسي محاطًا بأكوام واكوام من دخان اسود خانق حارق لأجفاني.
زادني الأمر تعجب استمررت في السعي إلى قلب المكان.... ابحث عن أشجار البلوط الخضراء، وعن طيور الغابة بأصواتها العذبة، لم أجد إلا أشباح الغصون، وموتى الأشجار، الكل احترق... الجميع منهار.
ولكني سمعت صوت أنين ياتي من أعلى الجسر على النهر.
ذهبت مسرعًا وخطواتي تسارع الريح وقلبي يكاد ينفطر من هول ما أرى من دمار.
أخيرًا وصلت لذلك الصوت... إنها يمامة بيضاء قد تغير لونها إلى الرمادي إثر الحريق الذي شب في الغابة.
تبكي أمام عُش قد احترق وجثث انتشر رمادها، ووطن مُزق بلا رحمة.
وأمال البقاء، كل هذا اندثر.
قلت لها ماذا حدث؟! أنهاية العالم قد أتت! أم بركانًا سائر. أجابت إنها ما تدعى التكنولوجيا والتقدم الصناعي قد دمر أرضي، وشتت شملي وأحرق سمائي.
والغريب إنك تسألني أيها البشري. لأول مرة أرى القاتل يسأل المقتول.
دعك من مكرك وتملصك من المسؤولية.
وكانت صدمتي وكأنها قذفت بي من السماء وقعت على أرض الواقع.
فرجعت أجر أذيال الخيبة... حينها أدركت أنني السبب، ولكني كنت أعيش في وهم الحداثة، والتقدم العلمي.
ونسيت أن أحافظ على أرضي، و سمائي.
أنها النهاية المستحقة.. أعترف.
أميرة أحمد زايد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق