خريف العمر
صرت أحس لحظتي
أني كمسافر إلى غيب
مظلم أتَلمس سبيلي
بلا رغبة أو هدف
تعبت من الشقا والكد
إذ لم يبق في الحياة
إلا العنَثُ و الشظف
يا ويلي صارجسمي
هزيلا فبرز ضِلعي
وأصاب كدنتي التَّلف
طِوالُ وتِعْدادُ السنين
لم يخلف بي إلا الوَهَن
بل أنِّي اتُّهمت بالخرف
يا عجباً ما لعظامِي
هكذا انهدَّ حيلُها و ونَّت
أوصَالِي وحلَّ بها الرَّجَف
لم يبقَ عندي في هذه
الدُّنياما يبعثُ على
التمسُّك بها و الشغفْ
أهلُها أناسٌ باعُوا كل
شيء بثمن بخْسٍ نقداً
وماهمهم ضياع الشرف
أهملوا الجدور والأصول
و تشبتوا بملذات تافهة
مناظر الزيف و الترف
فرحوا بمآتاهم وتوقعوا
مستقبلا مشرقا وتناسوا
ما قد مر بهم و ما سلف
و قدرة الله فأصبحوا
مثل الأنعام بل هم
أضل فلا همَّ لهم إلا
الراحة و التكاثر والعلف.
بقلمي أنا:صالح جليد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق