زاد شوقي لبغداد ... السبعينيات
اعتليت صهوة خيالي وانطلقت ... اجتزت الحدود
لتظهر أمامي صبيتان خبرتهما جميلتان. ! لكن يبدو أن الزمن عمل فيهما ما عمل. طريبيل والرطبة.تقدمتا نحوي بكرمهما المعروف..قليل من التمر
ووردة ذابلة. ..عانقتهما وتابعت حيث مقصدي..وصلت الفلوجة والرمادي...رأيت رجالا هبوا من باطن الأرض. .يمتشقون إيمانا..ويحملون خبز الأمهات .الثكالى يطعمون الطير وعابر السبيل ..وبعد أن اجتزت حاجز ابي غريب..بدأت الرهبة تلف خطوطها. ..لقد اقتربت من سيدة المدائن....بدأ نسيمها يدغدغ ذاكرتي...قبل أن تظهر أمامي بكل جمالها ورهبتها. ..إنها سيدة التاريخ ووالدة الحضارات...رابضة كطود اشم..تتحدث إلى النهر الالاهي. .وهو يأتي لها باخبار الدنيا .تبتسم تارة وتمسح دمعها تارة أخرى تلملم جراحها...منتظرة شمس تموز، لتظهر من جديد..
كي تحرق كل ما تكدس من تلال القمامة...لتنير مصابيحها من جديد...وتبدأ سهرة عشق جديدة...تقص تفاصيل يومها لعشيقها النهر وهو يخترق نهديها كعاشق يسامر حبيبة ، وتختلط الضحكات برائحة المسگوف* ، ودخان النراجيل ، وصوت ياس خضر ... بينما كل المدائن تسترق السمع لغنجها ، وهي تبعثُ بابتساماتها إلى كل المعمورة......
#فايزسلطان 23/1/23 عمَّان 💜🌿
*سمك مشوي على الفحم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق