.......................... بِئْرُ الْشَّوْقِ ..............................
... الشَّاعر الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
الْشَّوقُ إِلَيْكَ يُلْقِيْنَي بِبِئْرٍ
وَإِنْ صَدَقَتْنِي عَيْنَاكَ تَكُونُ حَبْلِي
فَأَنْتَ الْقَوْسُ في قَلْبَي يَقِيْنِي
فَلَا سَهْمٌ بِلَا قَوْسٍ سَيُبْلِي
وَلَا قَوْسٌ سِوَاكَ يَرُومُ قَلْبِي
وَإِنْ رُمْتُ عَدَاكَ كَسَرْتُ نِبْلِي
وَحَطَّمْتُ الْجِرَارَ عَلَىَ فُؤَادِي
وَحَرَّمْتُ الْهَوَىَ بَعْدِي وَقَبْلِي
وَلَا اِسْتَسْقَيْتُ يَوْمَاً مَاءَ عَيْنٍ
وَلَا اِتَّجَهَتْ عُيُونِي نَحْوَ قِبْلِي
وَلَا رُفِعَتْ سِنَانٌ في يَمِيْنِي
وَلَا ذَهَبَتْ عَبِيْدِي تَحْتَطِبُْ لِي
وَلَا أَوْقَدْتُ نَارَاَ في جَنَاحِي
عَدِمْتُ بِأَنْ أَرَىَ طِيْنِي وَجَبْلِي
فَإِنْ غِبْتَ الْجَحِيْمُ يُقِيْمُ فِيَّ
يَصِيْرُ الْحُزْنُ مِحْرَابِي وَقِبْلِي
فَأَنْتَ الْسَّيْفُ تُشْهَرُ في يَمِيْنِي
وَأَنْتَ الْرُّوحُ حُبِّي تَسْتَطِبُْ لِي
إِذَا يَعْدُو الْغُزَاةُ رَفَعْتُ صَوْتِي
لِتَسْمَعَنِي وَإِلَّا قَرَعْتُ طَبْلِي
لِتَأْتِيْنِي عَلَىَ سُرُجِ الْسَّوَابِحِ
بِظَهْرِ الْرِّيْحِ شَوْقُكَ يَسْتَجِبُْ لِي
تُجَنْدِلُ جُنْدَهُمْ كَأَفْرَاخِ الْقَطَا
يَطِيْبُ هَوَاكَ في قَلْبِي لِنُبْلِ
شُجَاعٌ ضَمَّخَ الْحُبَّ بِنُبْلٍ
وَشَهْمٌ مَا اِسْتَسَاغَ الْحُبَّ قَبْلِي
زَؤُورٌ إِنْ رَأَىَ غَمَّاً عَرَانِي
وَإِنْ اِبْتَسَمَتْ شِفَاهِي يَصِيْرُ شِبْلِي
كَلَيْثٍ إِنْ تَرَاهُ في الْوَقَائِعِ
جَرِيْءٌ إِنْ اِشْتَعَلَتْ حَرْبٌ غَلَبَْ لِي
يَزُورُ الْمَوْتَ لِاِسْتِرْضَاءِ رِيْمٍ
إِذَا هَمَسَتْ شِفَاهِي يَقْتَرِبُْ لِي
وَإِنْ أَنْشِدْهُ في ضِيْقٍ يُسَارِعُ
عَلَىَ جَنَاحِ الْرِّيْحِ تَرَاهُ هَبَّْ لِي
فَلَا يَرْضَىَ الْتَّبَاطُؤَ في مُرَامٍ
وَلَا يَقْبَلُ بِشَمِّ الْوَرْدِ قَبْلِي
شَغُوفٌ بِالْغَرَامِ إذَا رَآنِي
كَصَخْرٍ قَلْبُهُ إِذَا غَضِبَْ لِي
يُفَضِّلُنِي عَلَىَ الْغِيْدِ الْحِسَانِ
وَيَأْبَىَ أَنْ تُكَسَّرَ رَأْسُ نِبْلِي
حَبِيْبِي سَيِّدُ الْعُشَّاقِ غَيْثِي
وَعِطْرُ نَدَاهُ لِلْعِشْقِ يَطِبُْ لِي
وَرْدٌ إِنْ اِحْتَجْتُ إِلَيْهِ بِعُسْرَةٍ
نَفَرَتْ سَرَائِجُهُ كَالْبَرْقِ اِلْتَهَبَْ لِي
حَتَّىَ الْيَمَامَةُ إِنْ رَأَتْنِي تَهْوَانِي
عَلَىَ جَنَاحِ الْرِّيْحِ تَحَبَّبُْ لِي
تَقِفُ عَلَىَ كَتِفِي تُنَاشِدُنِي
لِأَقُولَ لِلْعُشَّاقِ الْعِشْقُ يَطْرَبُْ لِي
فَصِدْقُ الْعِشْقِ يُوْصِلُنِي بِهِمْ
وَالْصِّدْقُ في الْعُشَّاقِ يُحْتَسَبُْ لِي
أُدَاوِي بِهِ قَلْبَ الْمُتَيَّمِ بِي
وَأَسْقِيْهِ مِنَ الْصِّدْقِ مَا يَطِبُْ لِي
فَلَا نَالَ الْكَذُوبُ فُؤَادَ رِيْمٍ
وَلَا قَلْبِي مَعَ الْكَذِبِ اِسْتَطَبَْ لِي
حَبِيْبِي الْحَبْلُ في بِئْرِي تَدَلَّىَ
لِيُنْقِذَنِي هَوَاهُ إِذَا اِنْكَتَبَْ لِي
فَلَا هِيْضَتْ فَتَاةٌ في حِمَاهُ
وَإِنْ طَلَبْتُ مَا أَبْغِي جَلَبَْ لِي
وَإِنْ طَلَبْتُ رَأْسَ الْزِّيْرِ سَالِمِ
بِكُلِّ الْحُبِّ مَحْبُوبِي جَلَبَْ لِي
هَوَاهُ فَاقَ نَسَمَاتِ الْصَّبَاحِ
وَكُلُّ مَا أَطْلُبُ مِنْهُ يَهِبُْ لِي
....................................
كُتِبَتْ في / ٤ / ٣ / ٢٠٢٠ /
... الشَّاعر الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق