لقاء غير نمطي
الطقس خارج المنزل ممطر وبعض الرياح الخفيفة عشوائية الأتجاه.
لا بدَ من خروجها لأنجاز بعض الأعمال ..
أكملت ترتيب ملابسها وأطالت الوقوف أمام مرآتها الوحيدة المعلقة على جدار غرفتها الخاصة ..
على الرغم من المطرِالمنهمرِ الا أن أشعة الشمس كانت تخترق الغيوم المثقلة، تبلل قطرات الماء ملامحها فتسرع الشمس بأرسال الدفئ ليبتسم الضوء فوق مقلتيها ..
لم تنتبه لطول المسافة وبعدها، كان ممتعاً رغم عناء الوصول .
مرت على مقترباته وجوه كثيرة جدا لم تحفر في مخيلتها اثراً وعلى المفترقات تعاقبت مع وجوهٍ وملامح وارواحٍ اخرى .
وفي لحظةٍ غير متوقعةٍ إقتربت منها أمرأة تسللت للوقوف أمامها؛ وألقتْ التحية:
_ كيفَ انتَ؟
_ الحمد لله بأحسن حال، هل تعرفينني؟
_ دون شك، أكثر مما تتوقعين.. ألا تذكريني ؟
بدت ملامح الاستغراب على الوجهين واضحة، على الرغم من كون الاسباب يعاكس أحدهما الآخر .
طالتْ الوقفة بينهما بين الصمت والايماءاتْ العابثة .. مر الزمن واقتربتْ المسافة بينهما حتى كادتا أن تلتسقا من شدة التقارب .
فجأة إبتسمتا لبعضيهما وأحضتنتْ واحدةً الأخرى كأنه الاحتواء غير المتناهي والتسامح الأبدي، لم تكن غير محاولة تطييب خاطرٍ وزرع مشاعر الطمأنينة بينها وبين صورتها المنعكسة في المرآة التي طالت وقفتها امامها في أستعدادها للخروج .
اعتماد الفتلاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق