الصمت
*****
صامتة انتِ إلى متى
تجترين الصمت
بأنين مرتعش
يانابغة الحديث
وريحانة اللسان
يامخدع الصمت
تعشقين الرقود
وكذبة الوعود
وقبضة السجان
صامتة أنت
وهم يخلعون إزارك
يارفيقتي
هم ليسوا بأطهارك
هم ليسوا إلا اذناب
شيطان
ثوري، اغضبي
فحرام أن تسيري
خلف انتحارك
وتنتهي بلا اثمان
من خلف النافذة
تنظرين على المدى
صحراء عجوز
تعيش على الأطلال
وفارس يلهو
بسيف خشبي
وشاعر
ينتقى عاهرات الحروف
من بين ابيات القصيد
والموت شطران
تلمحين من بعيد
اكواخ أشباح
قبور يقطنها أحياء
يموتون في اليوم
موتتان
الأولى لرغيف عيش
والثانية لخرس اللسان
تحركي
مات الدم العنتري
أين صهيل الحصان
خلفك يرقد ألف ثعلب
وألف ألف ثعبان
صدأت عقارب الساعة
من فحيح الغروب
ولم ينج الوقت
من الذوبان
غاب النور من ذاكرة الفجر
ولم يُسمع للآن آذان
تساقط قطرات من الحزن
فوق بحار الظلمة
تصدعت الأركان
مضغة بين أنياب الضباع
والسباع بقيد الإنتظار
ترتدي جلد الحملان
ترنو الحقيقة عليلة
تسكب مدادها حدائق
أشواك وزهور خرساء
معفرة بالدخان
من يقطف وردا والعشاق
منهزمون ساهمون
كالصبيان
صمت القبور
هسيس الهويس القادم
من أين لا وجه له
ولا ممر ولا وديان
شر يسيطر
والأمر مضطر
تفرغ الأواني
على غير العادة
يلعقها الكتمان
يُسكب الأكسير
في فم يأجوج
وولوج الأيام بلا التفات
تحت أقدام الزمان
تحطمت بذور الأولويات
ولم يتبق من وجه العطاء
إلا الحرمان
ولم يتبق من وجه الزمان
سوى سويعات
وينطفئ سراج الأمان
راضية انت
ارتشاف العطر
من الأوهام
وسراب الهذيان
وانتِ صخرة عطشى
قلبها صوان
يُسعدك هدر العمر
بلا دفء راحتيكِ
ولا لفتة حنان
وزمهرير الأمل
يعصفني ليل نهار
في دوامة الأحزان
لا مفر من العناء
لا إقدام ولا نقطة
ضوء في آخر النفق
تبصرها العينان
غسق غسق غسق
ربيع اللهفة يخفق
ينطق بألف لسان
إذا كنت ملحدة بهوانا
فالنتلاشى
معذبين، ضائعين،
هائمين كما كان
لعل الهوى يوما
يغزو روض رضابك
لعل العدل ينحني
ويسير في ركابك
ويعج الكون لو للحظة
بضجيج خطابك
ويعود الولهان
يلتقي بك
شامخة مشرقة
وقد حطمتي ظلامك
وفي بئر الخوف القيتي
اغلالك ولجامك
وكل أحاجي الطغيان
أيقنتِ بأن الحديث حياة
والصمت ممات
في حكم الشجعان
يارفيقتي
هم ليسوا بأطهارك
هم ليسوا إلا اذناب
شيطان .
الشاعر السيد حسن....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق