شامخاً يَا وَطَنِي ، بأشرعة الْأَمَل تَرْتَقِي
صَوْتَك يطربُ الْأَذَان ، فَأَنْت معشوقي
شموسٌ عَلَى جَبِينُك تتوهجُ تشرقُ ،
تَتَلأْلأ رُوحِي فِي ثراكِ
شَمَّختَ أَرْوَاح الْإِبْطَال ، وأشجان الْعُشَّاق
تُغنّي لكَ القلوبُ ، وتُرقصُ الأرواحُ
يَا وَطَنِي الْمَجِيد ، يَا بَيْت الشَّجَاعَة
دَارِ السَّلَامِ وَالتَّضْحِيَة والوداعة
شَبَابَك عَلَى الدُّرُوبِ يَسْعَى ، يتحدَّى
فِي صَمِيمِ الحق يَنْتَصِر لِيَبْقَى
قَلْبِك يَنْبِض بِالْحَبّ ، وأجُسادٌ تحميك
لَك مشاعرٌ سَامِيَة ، و لِي مَشَاعِر
أثيرُكَ يُنَادِي بِالْفَخْر وَالْآبَاء
وَطَنِي الْمَجِيد ، يَا الأرضَ الْبَاكِيَة
تُشَدُّ إلَيْك قوافلٌ مِن كلِّ دَار
الْغَالِي وَالنَّفِيس دُون تَجَمُّل
عشاقُك فِي ساحاتِك يتجمعون
يرسمون الْأَمَلِ عَلَى وجوهِ الزمانِ
بيْدَاً تجرُّ طائعةً للحقِ وَالعِزَّة
ارْفَع رَأْيِه الْأَمَل
فِي كُلِّ حَلَم تمتحنهم ، يُطَالَبُون بِالشَّرَف
تَرَى أيَّ نُور يتابَعونَ ؟ يمضُونَ !
وأيَّ جَبَل يُعترِضُهم ؟ ينتصرونَ !
وأيَّ ظَلَام يُحاصَرُهم ؟ ينجلونَ !
فِي أَعْمَاقِ كَلَّ قَلْبُ ، نبضٌ فِدَاء
لَقَضَيْتُك يواصلونَ الحربَ
تُغَنِّي فِي كُلِّ شَيْءٍ همساتُ الوطنِ
كالنسيم تَتَمَايَل وتحيي اليقينِ
يَا وطناً حبيباً ، يَا كَوْكَب السَّعَادَة
بلبلُ الشَّجَن يُغْنِي لِجَمَال عيونكِ
كُلّ تِلْك الدُّمُوعِ مِنْ النُّورِ تَحْيَا
فالحبُّ يخرسُ حَرْف الصمتِ فتكتبِ
يَا بُسْتَان النشامى ، مِدَاد الجمالِ
أوراقك الْخَضْرَاء تُغرسُ أحلامٍ جَدِيدَة
فِي رُوحنا يَا وطنَ الْأَشْجَار الْهَادِيَة
تتربع عَلَى قلوبِنا بالمحبةِ الوفية
روضَة الدينِ والأنسابِ
كُلّ أحبتك يهتفونَ لكِ
يَا رَبِيع فُؤَادِي وصافي سمائي
أَحْلَام الأمْس ، يَا أَرَاضِي الذَّهَب
يَا وَطَنِي الْمَجِيد ، يَا كَنْزٌ الْأَنْبِيَاء
عِشْت يَا وَطَنِي عَلَى طُولِ الْمَدَى
فِي طيّات قَلْبِي خَالِدَة الْقَصَائِد
حُرُوف الشُّكْر تَغْزُو الذَّاكِرَة
عِنْدَمَا نفتخر بِك وَنَحْمِي عِزِّك
تَبْقَى خالداً يَا وَطَنِي ، فِي الْقُلُوبِ حَيًّا
وداعاً يَا وَطَنِي ، إنَّ الْحُدُود تفرّقنا
لَكِن قُلُوبِنَا معاً تَتَأَلَّم وَتَشْتَاق
سنعود ونلتقي يوماً وَالْجَمَال يضيئ
نَحْتَفِل بِك ، يَا وَطَنِي ، فِي كُلِّ مَسَاءٍ
كُلّ شِتَاء
مَع نُزُولِ الْمَطَرِ تَتَّضِح الْأَشْيَاء
بِقَلَم مُحَمَّد سَلِيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق