عتاب
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
يا حَظُّ يكفيني الزَّمَانُ عِنَــــــــــادا *** يكفي جُفوني بالهوانِ سُهــــادا
أسْقيتَني يا حَظُّ مُرَّاً ناقِعَـــــــــــــا *** فلقد سَئمتُ ولا أطيقُ بُعــــادا
أحْبَبْتُ سلمى ، ثم ليلى مُوقِنَـــــــا *** أنِّي اهتديْتُ وقد سَلَوْتُ سُعَـادا
أتْعَبتَ روحي هل تَريدَ فناءَهـــــا *** وتحيلَ فجرَالمُدلجينَ سَـــــوادا
باعدْتَ أسبابَ السعادةِ والهنـــــــا *** وجعلْتَ ليلي للهوان معادا
سامحت من همْ بالإساءَةِ أوغلـــــوا *** جَهلا فنلنا منهمُ الأحْقَـــــــــادا
شيدْتَ للآلامِ صرْحا شامخـــــــــا *** ومن القطيعة قد نظمْتَ قِـــلادا
قل لي بربِّك هل أعيش على الجوى *** أتظن أني قد أَكونَ جَمَــادا
دعني أيمم للقفار مسيرتي *** أسْتَأنِسُ الأرْآمَ والآسَــــــــــادا
وأعيش في البيداء رُغمَ جحيمها *** ألقى العذاب ولو أكون رَمَـــــادا
أنسى أمور الحُبِّ لا تحفل بها *** واهدم عمادَ البيتِ والأوْتــــادا
يا ربِّ إني قد أتيْتُكَ راجيــــــــــا *** فرَجَا قريبا غايةً ومُــــــــــرَادا
إني سئمتُ من المعيشـــة إذ أرى *** فيها المعيشة صعبة و جهادا
يا حظُّ ويحَكَ قد جَعلْتَ مسيرتي *** تعبا وكنت الحاكمَ الجَــــلَّادا
سنرى شموسَك والكواكِب كلُّهـــا *** أفَلَتْ جميعا واخْتَفَتْ آحَــــــــادا
وتعَثَّرَتْ مني الخُطى وتعطَّلـتْ *** لُغَةُ الكلامِ فما استطعتُ جِلادا
إني تعبت وقد يُزايلني الأسى *** يوما ونفسي لن يطيقَ عِنَــــــــادَا
فكأنَّ من بات الشَّقَاء نصيبه *** يَجني الهُمُومَ مَواسِمَاً وحَصَـادا
هلْ للسَّعادةَ عودةٌ لديارنـــــــــــا *** يَومَاً ويصبح للقا ميعادا
يَنْزَاحُ همّ المتعبين بصبرهم *** وأنا همومي تأتني أعْـــــــــدادا
يا حَظُّ هل تَبْقَى على ما تشتهي *** حيث الفضاضة أمْ تَصيرَ جَـوادا
فأراك تُبدي لي عِدائِكَ تـــــــــارةً *** وأرى حِرَابك مُرْهفات حِــــــدادا
إرفقْ بقلبي لا تزيدَ مواجعــــي *** فلِكِلِّ ديْنٍ إن أردت سَــــــــدادا
وإذا عَمَدْتَ إلى عذابي مــــــرةً *** فاخترْ لنفسِكَ في الجحيم بِــــــــلادا
وانقشْ على كَفِّ الزَّمَان حكايتي *** واجعلْ نجيعي للحروف مِـــــدادا
يا فلذةَ الأكبَادِ كنتم جَنَّتِـــــــــــي *** زمنا فصِرتمْ في الحياة نكادا
جاد الزمانُ ببعض لقياكـم ومـــا *** نلتُ السَّعادةَ أو قَضَيْتُ مُـــرادا
فانزاحت الأيَّامُ تترى لم ارى *** غيرَ السيوف المرهفات حدادا
دكتور محمد القصاص - الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق