القنبلة .. رواية / رضا الحسيني ( 8 )
.. ... ( الرسالة )
هكذا بدأت أشعر ببعض الارتياح ، فالشرطة صارت تدرك أني أفعل كل مابوسعي لمساعدتهم كي يمنعوه من تفجير قنبلته بالمعرض اليوم
في هذه الأ ثناء وجدت رسالة تظهر على هاتفي ، الرسالة كانت الأولى من نوعها ، من قبل لم أجد الشرطة تفعل ذلك :
( نداء لكل المواطنين المتجهين لمعرض الكتاب اليوم بعدم التجمهر حول الكاتب أسامه الباشا حرصا على سلامته )
كانت الرسالة تحمل الكثير من الذكاء ، وكذلك تحمل درجة كبيرة من الحرص على جمهور المعرض ولم تشعرهم بشيء من الفزع أو القلق ، وبذات الوقت وجدتني أضحك بشكل غريب ، في لحظات أصبح اسمه متداولا هكذا بين جموع الشعب وبخاصة المهتمين بالثقافة والكتب والقراءة ، لم يكن يتوقع أبدا في هذه الدورة من المعرض أن يكون النجم الأول ، وممازاد من حالتي هذه أنني عندما قررت التحرك من مكان عمله متجها نحو النهر لأشارك القوات المستنفرة للبحث عن صديقي الكاتب رأيت أمرا آخر غريبا ، وجدت نفس الرسالة تنتشر على الكثير من لوحات الاعلانات المرتفعة والمنتشرة بكل الطرق :
( نداء لكل المواطنين المتجهين لمعرض الكتاب اليوم بعدم التجمهر حول الكاتب أسامه الباشا حرصا على سلامته )
فقط زاد عليها أمر آخر ،فقد وضعت صورة لصديقي مع كتبه ، واندهشت للتطور الكبير الذي حققته الشرطة في بلادي بالفترة الأخيرة ، من قبل لم أكن ألاحظ كل هذه الامور ، ربما لأني دائما في حالي وليس لي أي علاقة بامور الشرطة والجرائم والبحث ، وربما لأني من قبل لم أكن أنتبه لمثل هذه اللوحات الإعلانية لأن طريقي من بيتي لعملي ذهابا وعودة ليس فيه أي لوحة إعلانية ، وأنا غالبا لست ممن يخرجون كثيرا لأي أسباب وحدي إلا عندما أذهب لحضور ندوة أدبية و، وهذا لايحدث إلا مرة واحدة فقط كل شهر ، وأكون خلال ذهابي وعودتي منشغلا بقراءة كتاب ما أثناء وجودي داخل المترو ، وخطر لي خاطر أكثر غرابة وأنا داخل الباص الذي أستقله متجها لطريق النهر ، تركت مكان جلوسي وتوجهت للسائق اطلب منه تغير محطة القرآن الكريم للحظات لنستمع إلى نشرة الاخبار التي اقترب موعدها ، وكانت المفاجأة التي توقعتها ، كان النبأ الاول هو مناشدة من وزارة الداخلية تحمل نفس الرسالة :
( نداء لكل المواطنين المتجهين لمعرض الكتاب اليوم بعدم التجمهر حول الكاتب أسامه الباشا حرصا على سلامته )
وغدا نلتقي مع ( 9 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق