ســوق الـعِـشـــق ...!
***
من كلمات
الطبيب الشاعر المصرى/ د.محمد رزق
***
سألتُ الناسَ عن حُبٍ فقالوا :
نبيعُ الحُبَّ من نوعٍ فريدْ
فقلتُ بأننى أحتاجُ حبًا
يُزيحُ الهمَّ عن قلبى الوحيدْ
فقالوا : صِف لنا بعضَ السجايا
لكى نُعطيكَ صِدقًا ماتريدْ
فقلتُ بأننى لم أنأَ يومًا
برغم الحزنِ واليأسِ الشديدْ
ولم أسألْ حبيبًأ فى عتابٍ
عن الأوجاع والفكر الشريدْ
ولم أفعلْ سِوَى الإخلاصِ دومًا
غزَلتُ الحبَّ فى ثوبٍ جديدْ
وكان الناسُ من حولى نِفاقًا
وكنتُ الصِدقَ والوعدَ الأكيدْ
وكان الجُرحُ فى قلبى عميقًا
وكنتُ شِفاءَ جُرحٍ للعديدْ
أداوى مُهجَةَ المُلتاعِ دومًا
ولاأرجوهُ شُكرًا أو أُريدْ
يسيلُ الدمعُ من عينى غزيرًا
ولم يَشفعْ بكائى أو يفيدْ
فمن أبكيهِ دومًا لايبالى
يُزيدُ البُعدَ كى دمعى يَزيدْ
كأن القلبَ عندى من دماءٍ
وعِندَ البعضِ قلبٌ من حديدْ
فقالوا : قد وصفتَ الحبَّ حقًا
سمِعنا عنهُ فى الزمن البعيدْ
فعُدْ واركبْ سَفينًا فى كتابٍ
عن العشاقِ فى عصر الجليدْ
فنحنُ اليومَ فى عصر البلايا
وكلُّ الناس للدنيا عبيدْ
وسوقُ العِشقِ محكومٌ بمالٍ
وتنصاعُ القلوبُ لمن يُزيدْ
فهل أحضرتَ مالا أو متاعًا ؟
لِكَى تبتاع قلبًا أو مَزيد ؟!
فَجُدْ بالمال تحظَى بالغرامِ
وينصاعُ الجمالُ ، تكُن سعيدْ
فقلتُ المالَ ياقومى يزولُ
وإن الحبَّ ذو عمرٍ مَديدْ
فقالوا عُد لرُشدِكَ ياصديقى
ولاتحيا بذا العقل البليدْ
كتمتُ الغيظَ فى نفسى يقينًا
شعرتُ الأرضَ من تحتى تَميدْ
شكرتُ الناسَ فى لُطفٍ ، بقلبى
شَكوتُ الأمرَ للربَّ المجيدْ
***
في عصر المادة والمحسوبية والنفاق وعبادة البشر أصبح للحب سوقا تباع فيه المشاعر الزائفة مقابل المال الزائل ، فتحجرت القلوب وعميت البصائر وعَمَّت المصائب واشتعلت الحروب وانكفأ الهرم وارتفع اللصوص وداست أقدامهم أعناق الشرفاء وأصبح الجهاد إرهابً والإعتداء والإحتلال حقٌ مكتَسَب ، وهنا دب الخوف في نفوس بعض ضعاف النفوس وتَمَلَّك اليأس من بعضٍ آخر ، ولم يبقَ الأمل إلا في قلوب ثُلَّةٍ قليلة من الأقوياء الذين آمنوا بأن بعد العسر يسرا وأن النصر مع الصبر وأن الحب الصادق أساس الخير في كل الدنيا ،
تحية محبة وتقدير لقلوب آمنت بقوة الحب والعطاء في زمن سيادة السفهاء 🌹
د. محمد رزق عبد الحليم
الطبيب الشاعر المصرى
🌹💞🌹💞🌹
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق