من سلسلة "حكاوي المساء"
<< موعد فلقاء >>
صدى خطى تهل على مسامعي ، كهمسات فى الليل تسري ، صدى يجدد تدفق الدماء فى عروقي ، يعيد تنظيم دقات قلبي ، يبث الحياة عبر الأثير فى جسدي ، يبعث شوق كان فى القلب قدري .
وإنفراجة لستائر النافذة تزيح ستر القمر ، قمر رمى بضوئه على فراشي من بين الشجر ، وتسلل الضوء من بين الجفون ، وفضح لمعة الفرحة باللقاء فى العيون .
بعد إنتظار يلسع الأبدان ، سيأتي الحبيب لزيارتي الآن ، ترى ماحال خصلات شعري ؟ ، وبدون زينة كيف يبدو وجهي ؟ ... أين ثوبي الذى طالما أعجب به ؟ ... أين العطر الذي أهداني لأتعطر به ؟ ، لابد وأن يراني كما عهدني جميلة ، ولا يراني على الفراش عليلة .
هل أعاتبه على أوقات غيابه التي هدتني ؟ ، وعن سنوات مضت مستني بحوافها وأدمتني ، لا لاوقت لحديث العتاب ، ولا لوم على طول الغياب ، سأرتمي على صدزه وأتركه يحيطني ، وأمتص دفء قلبه وهو يحتضنني ، ويرى صورته الجميلة تتلألأ في بريق أدمعي .
هاقد جاء ... إقترب مني ياحبي ... أشعر برجة قلبي ، تلمس رعشة جسدي وأنا أمد يديا ، وضمني حتى يسافر عطرك ويقيم لديا ، وأترك شفتيك تطعمني وتنهي جوعي إليك ، ولسوف أترك خصلات شعري لتسرح فيها يديك ، ولحلا همسك سأترك سمعي رهينة لديك .
ثم فتح باب الغرفة ، وطل منه ضوء الردهة ، وجاء صوت الطبيبة وهي تقول ... "ياربي لما لم تنامى حتى الآن يا أمى ؟" .
وإنتظرت الطبيبة إجابة سؤالها ، ولا إجابة فقد صعدت روح الحبيبة مع روح حبيبها .
....... عصام عامر .......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق