= { حكايات رضا } .. كل يوم حكاية
.. في غرفتنا شعبان / رضا الحسيني
عندما فتحت باب إحدى غرف هذا الفندق وجدت صديقي مراد يجلس على سريره ، لا أنا صدقت أنني أخيرا عثرت عليه أو أنه يصدق أنني وصلت إليه ، لم يكن أحدا يتخيل أنني سأسافر للعراق في هذه الإجازة الصيفية للعمل ، فكل رفاقي سافروا قبلي وبقيت وحدي حزينا ، حتى أيقظتني أمي صباح اليوم التالي وهي تقول :
_ قوم ما تزعلش ، خد ال75جنيه اللي معايا وسافر زي صحابك ولا بحرا
كانت أمي دائما ما تشعر بي وتساندني رحمها الله
غرف الفندق تمتاز باتساعها ، وارتفاع أسقفها ، وقليلا مايغادره أحد المقيمين فيه إلا ذهابا لعملهم إو في إجازة صغيرة ، يمتاز بموقعه في وسط بغداد بمدخل شارع السعدون وبجوار مسجد الأورنفلي العتيق
في غرفة صديقي سبعة أسرة يسكنها مصريون كأغلب غرف الفندق ، أحدهم لأخيه الأكبر الذي يعمل كسائق بين المدن والبلاد فيغيب عدة أيام ، ومعه صديق يسافر مثله من نفس الغرفة ، فكان سرير كل منهما من نصيبي أنا وصديقي مراد
في هذه الغرفة المتسعة كان يوجد شاب اسمع شعبان من مدينة الاسماعيلية لايعمل ، مثل صديقي ، لكنه هنا في العراق منذ سنوات ، لايستمر كثيرا في أي عمل يلتحق به ، وسيم أشقر أطول وأكبر منا بعدة سنوات ، ولأن ثلاثتنا لايجد عمل كنا نبقى كثيرا معا ليلا ونهارا نحكي بكل شيء ، وكان لدى شعبان الكثير والكثير من الحكايات ، عن مغامراته هنا مع النساء والأعمال التي التحق بها ، وحكى لنا الكثير عن أهله وكيف أنه يشتاق إليهم كثيرا وكم يتمنى لو يملك مالا يعود به إليهم بعد غربة عنهم طالت لأكثر من خمس سنوات
كانت الغرفة تمتليء بالكثير من الحقائب بجوار كل سرير ، بداخلها كل مايشتهي صاحب كل حقيبة أن يشتريه لأهله ، إلا أنا وصديقي مراد وشعبان هذا ، كل منا له حقيبته التي جاء بها وليس بداخلها إلا ماجئنا به من مصر فقط ،
في صباح أحد الأيام خرجت وصديقي مراد للعمل الذي وجده كل منا أخيرا ، كانت سعادتنا كبيرة ، أخيرا سنمتلك مالا ونستطيع شراء ما نتوق إليه ، عندما عدنا في المساء كانت بداخلنا حكايات جديدة نحكيها مع شعبان
في النهار التالي خرجنا للعمل كلنا ولم يبقى في الغرفة إلا شعبان ، كنا نشعر بما يحسه حيث هو الوحيد الذي لايعمل ، وكنا قد اعتدنا على السهر معه بالغرفة نتبادل الحكايات الغريبة التي عشناها ، عندما عدنا للفندق مساءا لم نجد شعبان ولا الحقائب التي بالغرفة !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق