.. أم محفوظ بهلول البربري .. رواية / رضا الحسيني ( 21 )
هكذا عاشت عائلة عزيزة حزنا جديدا كبيرا لوفاة مصطفى الغالي ابن الباشوات، وكانت من قبل عاشت أحزانا عميقة عند وفاة الابن مصطفى الغالي ، وكأن القدر أراد للعائلة أن تكمل مسيرتها بدون هذين الغاليين المصطفيين ، وصار الكثيرون بالعائلة يترقبون من سيكون القادم الذي سيفقدونه بعدهما
وكان الأسطى عزوز أبو محفوظ محبوبا من كل عائلة عزيزة ، فهو تربطه بالجميع علاقات طيبة ، بل وصداقة قوية مع الكثيرين ، مع خال محفوظ الكبير وزوج خالته مصطفى ابن الباشاوات، وكان وحيد ابن زوجته البكر من زوجها الراحل يحترمه ويحبه كثيرا ، وكثيرا ماكان يطلب منه المجيء للعيش ببيته مع بقية إخوته ، ولكن وحيد كان قد تعلق بالعيش أكثر ببيت جده هَليل وجدته سَكينة :
_ خليك مع إخواتك الليلة دي ياوحيد يابني
_ أنا عارف ياعم عزوز إنك بتحبني قد مابتحب إخواتي ، بس معلش اسمحلي أستأذن لأن نينه وجِدِّي هيقلقوا كتير
_ نخلي محفوظ أخوك يروح يطمنهم
_ لأ معلش ياعم عزُّوز خليني على راحتي ، وكمان عشان محفوظ يشوف مذاكرته
وهكذا كان الحب والاحترام مابين وحيد ابن عزيزة الكبير وزوجها الأسطى زغلول أبو إخوته ، وهكذا كان حريصا على مذاكرة أخيه محفوظ
وفي عامه السابع عشر عاش محفوظ عزوز وصديقه وابن خالته رفيق الشقاوة أمرا صعبا ، كانا عائدين من مدرستيهما الثانوية قرب الواحدة ظهرا ، وكانا خلال تواجدهما داخل المترو يتفقان على سماع مبارة مهمة للمنتخب مع تونس ببيت محفوظ ، وعندما نزلا من المترو بمحطة المعادي فوجئا بمن يقبض عليهما مع كثيرين نزلوا من نفس المترو القادم من جهة محطة باب اللوق ، فكانت الدهشة كبيرة :
_ ليه كده ؟ حصل مننا إيه ؟
_ امشوا وانتو ساكتين
_ ونسكت ليه يعني كنا عملنا إيه عشان تمسكونا بالشكل ده ؟
_ اسكت يامحفوظ واستنى نفهم فيه إيه
_ وأسكت ليه واحنا مش عاملين حاجة
_ اسمع كلام صاحبك أحسن لك
وغدا نستكمل مع محفوظ بهلول البربري22
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق