الجمعة، 31 يناير 2025

♕ رواية .. محفوظ بهلول البربري ج 27 ♕ بقلم الكاتب : رضا الحسيني

.. محفوظ بهلول البربري ..

.. { ابن عزيزة وعزُّوز } رواية / رضا الحسيني ( 27 )

.. { محفوظ في الثانوية العامة }

وكان محفوظ ورفاقه جميعا يخشون من هذه العبارة المؤلمة ، ولذلك كانوا جميعهم يذاكرون بجدية ويتعاونون معا

وأخيرا حانت اللحظة الحاسمة في حياة محفوظ عزوز، يكون أو لا يكون ، لحظة نتيجة الثانوية العامة ، كان الطريق طويلا منذ العام الابتدائي الأول بمدرسة الشرقية الابتدائية بحي المعادي وحتى وصوله للثانوية العامة ، وكانت الإذاعة المصرية في هذا الوقت تذيع أرقام جلوس الطلاب الناجحين فقط ، والرقم الذي لايذاع فهو يعتبر رقم راسب للأسف ، فالنجاح والرسوب يكون علنيا يعرف به الجميع في ذات الوقت

كان الخميس الثالث من أغسطس عام 1978 هو يوم عقد قران أخت محفوظ الأكبر ، وهو ذات يوم إعلان النتيجة ، وكانت مسؤليته أيضا في هذا اليوم إحضار هذا الشيء المهم للفرح :

_ بعد ماتشوف النتيجة يامحفوظ هتستلم الفينو من الفرن جمب بيت عمك ، الفينو ده بتاع سندوتشات فرح أختك النهارده

_ بس النهارده يا ماما نتيجتي وأنا خايف أكون من ...

_ اوعى تكمل ، هتيجي ناجح بإذن الله ومعاك الفينو

_ أه يا خوفي تقضوا الفرح النهارده من غير فينو هههههه

خرج محفوظ صباح هذا اليوم ترافقه دعوات أمه عزيزة وأحلامها ، حين سمع محفوظ اسمه ورقمه ومن بعده اسم رفيقه وصديقه محفوظ العزوزي ورقمه ، ورغم أن مجموعهما لم يكن كبيرا إلا أن اللحظة كانت تشبه لحظة الهبوط على سطح القمر التي أبهرت كل العالم ، أخيرا سيحقق محفوظ الحلم الأكبر والأروع ، حلمه ، حلم أمه عزيزة ، وحلم أخته الأكبر مجيدة وأخيه الكبير وحيد ، وخطر بباله لحظتها كيف سيبتسم له والده عزوز أكثر المبتهجين لنجاحه حتى وإن لم يقل ذلك ، لكن كان محفوظ يدرك ماخلف ابتسامة والده ، فأبوه الذي رفض البقاء في بيت فيه زوجة ثانية لأبيه مبروك لم يكمل لذلك تعليمه ، وهو مثل زوجته عزيزة أم محفوظ ، كل إخوته وأولادهم نالوا التعليم الجامعي وصار منهم الضابط الكبير والطيار والمهندس العسكري ومدير البنك وغيرهم ، من بين كل هذه الأحداث كان الأسطى عزوز أيضا يرغب في أن يحقق ابنه محفوظ هذا التفوق حتى وإن لم يعلن ذلك صراحة

وبقي محفوظ ورفاق مدرسته الثلاثة بعد أن نجحوا جميعهم ينتظرون معرفة نتيجة رفاقهم الآخرين بمدرسة الإسماعيلية ، فالفرحة التي يعيشونها لن تكتمل ولن يكون لها هذا المذاق والزهو إن لم ينجح رفاقهم ، ولم ينتظروا كثيرا ، جاءت الأنباء السارة ، نجحوا جميعهم لتنجوا مدرستهم أخيرا من جملة كل عام :

( مدرسة الإسماعيلية الثانوية بنين لم ينجح أحد )

.ز وغدا نستكمل مع محفوظ بهلول البربري 28



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ برنامج بالعربي الفصيح «(5)» ♕ بقلم الكاتب : د. علوي القاضي

 «(5)» برنامج بالعربي الفصيح «(5)» تقديم وتعليق : د/علوي القاضي. ... وشهد شاهد من أهلها والحق ماشهدت به الأعداء ... وأخيرا إعتراف شاهد منهم ...