الثلاثاء، 7 يناير 2025

♕ قصة .. الحاجة أم صادق ♕ بقلم الكاتب : عبد الصاحب الأميري

 قصة قصيرة 

الحاجة أم صادق

عبدالصاحب الأميري

&&&&&&&&&&&&&

قضى القاص ليلة صعبة وقاسية، كلّما كان يضع رأسه على الوسادة يطلب الراحة، تمر من أمام عينيه والدته المرحومة، تعيد عليه الماضي، أمه كانت لليوم وبعد عقود مرت على وفاتها ومازالت جزءاً لا يتجزأ من حياته 

مسحت بيدها على رأسه، ورسمت إبتسامتها المعهودة على وجهها، وقالت بهمس

إن طلبت منك طلباََ تنفذه،،؛؛ 

احتار القاص في طلب أمه،. وأختلط عليه الأمر ، بدأ لا يفرق بين اليقظة والنوم، 

قبلّ يدها ودموعه تساقط من عينيه 

-لك يا أماه ما تطلبين،، أنت وجودي 

ابتسمت الأم، ابتسامة الإنتصار، 

-لا شك إنك تعلم،،، غداً عيد،، وكعادتك كنت تقدم لي في الأعياد ما يحلو لي 

أريد منك أن تكتب قصة آخر يوم من أيام حياتي ،،، 

تقصها يوم العيد لأحفادي،، لأحفادك 

صرخ بأعلى صوته 

-أماه

أستيقظ القاص فزعاََ ، يبحث بعينيه عن أمه،. ادمعت عينيه، 

بكى 

لا أحد حوله يواسيه

لا أحد هناك سوى زوجته، و حفيده الصغير ذو الخامسة من عمره،

نظر إلى ساعةالحائط، أشارت للرابعة صباحا،

رمى بجسده المتعب على السرير، وهو يتمتم قصتك تعاد أمامي كل لحظة،، كل دقيقة،، كيف أنساك 

ما أن اغمض عينيه، سمع صوت أمه،

إن نمت يا أماه،، لن تجد وقتاََ لكتابة القصة

****

جلس القاص خلف مكتبه الصغير، وما زالت صورة أمه وصوتها الساحر تداعب مسمعه، 

-لا شك إنك تعلم ياولدي ،،، غداً عيد،، وكعادتك كنت تقدم لي في الأعياد ما يحلو لي 

أريد منك أن تكتب قصة آخر يوم من أيام حياتي ،،، 

تقصها غدا يوم العيد لأحفادي و لأحفادك

تمتم بين شفتيه،، 

لك ما تطلبين يا أماه،،،أن ذلك اليوم لا يمكن أن يزول من الذاكرة،، 

كان صعباََ وقاسياََ،،، يوم وداعك،، 

ها أنا بدأت أكتب،، عسى الله أن يوفقني 

رسم إبتسامة على شفتيه، 

عنونتها الحاجة أم صادق،، كما كان يسميك والدي رحمه الله 

صوت أمه بدأ يدوي في مكتبه

راقب أباك،، فمن دوني لا يقاوم،،قد لا يقول شيئا 

****

أسرعت الحاجة أم صادق على عجل نحو حقيبتها لتتفحص هدايا العيد والإبتسامة لا تفارق شفتيها،،، 

فتحت حقيبتها،، أخرجت ملابس العيد المعدة لاحفادها وزوجة إبنها 

أنا فرحة لأني تمكنت أن أخيط لكم هدايا العيد بيدي كما طلبتم ،،، وأنت يا غالية زوجة أبني،، أرجو أن لا تحزني من أجلي،، 

أتمنى أن تكون أيامكم افراحاََ ولا تحزنوا على فراقي

لو كان الأمر بيدي لذهبت بعد أيام العيد،، الإ أن هذا اليوم كان ميعادي،،

كل عام وأنتم بخير،،،

*

لم يتمكن القاص من السيطرة على دموعه،

ختم قصته

توفيت مع أذان الفجر في يوم العيد الحاجة أم صادق والدتي

عبدالصاحب الأميري،، العراق




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ مقالة بعنوان .. هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ * الكَامِلُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ ♕ بقلم الكاتب : أبو أكبر فتحي الخريشا

 * الكَامِلُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ  *                   هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ  أولياءٌ ومَا يَعُونَ الآخرِينَ وأكثرهُم...