الخميس، 9 يناير 2025

♕ قصة .. إشراقة شمس ♕ بقلم الكاتب : يحيي محمد سمونة

 إشراقة شمس 


= 7 =


قريبا من منتصف الليل من ذلكم اليوم الذي تم فيه اعتقال إخوتي، حزمت أمتعتي - على كره مني - استعدادا للالتحاق بوحدتي العسكرية بعد أن انتهت إجازتي


لا تزال أمي كئيبة حزينة تكتم بكاء مرا يغص في حلقها، فهي تتساءل بعاطفة أم و قد تم اعتقال ولديها، ترى؟ من سيقدم لهم الطعام؟ هل سيأكلون؟ أم تراهم كعادتهم لا يعجبهم أي 

طعام؟ كيف سينامون؟ هل سينامون على فرش أم ماذا ؟ يارب ما ذنبهم ؟ يا رب ما ذنبهم ؟ يا رب ما ذنبهم - تنهمر منها الدموع بغزارة - 

تقول: إنني لم أسمع منهم يوما كلمة نابية، أبنائي أسياد أقسم بربي إنهم أسياد و شامات بين الناس - تتقطع كلماتها من شدة البكاء - و تعود لتتساءل: هل مطالبتهم بالإفراج عن شيخهم تعد جريمة لا تغتفر !!!! 

 

لا أتمالك نفسي و أنا ألحظ بطرف عيني حالة أمي على ما هي عليه فأجهش ببكاء خفي هو أشد مرارة من بكاء ظاهر يخفف به المرء عن نفسه


أظن أن الأمر سيكون أشد قسوة على أمي إذ تودعني أنا الآخر مسافرا بعد قليل، فيا رب وا رحمتاه بأمي


إنها ولا شك بعد أن تودعني ستدخل غرفة نومنا، تمسد الأسرة [التخوت] بيديها و تبكي و لست أدري متى تترك غرفتنا و تذهب لتنام 


[ استمر اعتقال إخوتي أكثر من أربعة أشهر و ذلك بخلاف سائر المتظاهرين الذين تم اعتقالهم آنذاك، إذ أن معظمهم خرج من السجن خلال مدة تراوحت بين خمسة عشر يوما إلى الأربعة أشهر، أي أن إخوتي هم آخر من خرج من السجن جراء تلك المظاهرة السلمية ] 


كان أخي رضوان رحمه الله في العشرين من عمره لطيف المعشر خفيف الظل صاحب نكتة، متدين عن قناعة و رضا، يحب الخير و فعل الخير، و كان من المقربين جدا لفضيلة الشيخ التقي النقي الورع / طاهر خير الله / رحمه الله تعالى، و كان خريج معهد هندسة الكترون و تتلمذ في المسجد على يد الشاب المهندس الشهيد وليد عطار رحمه الله تعالى 


و للحديث تتمة بعون الله تعالى 


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب. سوريا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ مقالة بعنوان .. هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ * الكَامِلُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ ♕ بقلم الكاتب : أبو أكبر فتحي الخريشا

 * الكَامِلُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ  *                   هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ  أولياءٌ ومَا يَعُونَ الآخرِينَ وأكثرهُم...