الاثنين، 20 يناير 2025

♕ قصة .. قلب ولدي ♕ بقلم الكاتبة : وفاء صابر

 قلب ولدي

فى منتصف الطريق إفترشت وردة تلك السيدة التى جاوزت عقدها الخامس الأرض ودموعها تتدفق على خديها وقد رثت ملابسها وتتمتم ببعض الكلمات عجز الكثير من المارة عن تفسيرها وقد حاول الكثير تهدئتها ولكنهم فى النهاية تركوها وذهبوا الى حالهم 

واستمر الموقف ايام الى ان مرت أميرة تلك اقلب ولدى

فى منتصف الطريق إفترشت وردة تلك السيدة التى جاوزت عقدها الخامس الأرض ودموعها تتدفق على خديها وقد رثت ملابسها وتتمتم ببعض الكلمات عجز الكثير من المارة عن تفسيرها وقد حاول الكثير تهدئتها ولكنهم فى النهاية تركوها وذهبوا إلى حالهم 

واستمر الموقف أيام إلى أن مرت أميرة تلك الشابة خريجة الإعلام وكانت فى طريقها لتقديم السيرة

الذاتيه 

 الخاصة بها فى إحدى القنوات التى أعلنت حاجتها عن مقدمى برامج 

تقدمت أميرة نحو وردة وجلست بجانبها على الأرض وطمأنتها بنظرة حانية وهى تربت على كتفها وتسألها عن أسمها فأجابتها بوضوح وردة 

هنا ايقنت أميرة أنها نجحت بمهمتها لأنها سمعت من المارة ان تلك السيدة لا ترد ولا تلتفت لأحد فأجابتها إسمك جميل يا ماما وردة وإذ بها تنفجر أكثر بالبكاء فحتضنتها أميرة  

وترجتها أن تذهب معها ليجلسا بأقرب مكان فهى تريد سماع قصتها وستعمل جاهدة على مساعدتها ونهضت وردة وهى فى شبه شرود وذهبت مع أميرة 

وبدأت وردة تروى حكايتها لأميرة فقد كانت زوجة وأم لولد واحد (مازن) يدرس بكلية الطب ولها حياتها الأسرية الهادئة الى أن توفى زوجها وإبنها على أعتاب التخرج وعاهدها يومها أنه لن يخذلها وسيجعل والده فرحاً بقبرة بتخرجه وصدق فى وعده وتَخرج من الطب بتقدير إمتياز وعين كطبيب امتياز بإحدى المستشفيات الحكومية وانها فترة الإمتياز وبدأ بالحديث عن السفر للخارج لإستكمال دراسته واقنع وردة ببيع البيت حتى توفر له مصاريف السفر والاقامة والدراسة بوعد منه انه سيعوضها وبنى لها قصور من رمال وباعت وردة المنزل واستأجرت شقة صغيرة واعطته ثمن المنزل وأبقت معها مبلغاً صغيراّ يعينها على الحياة حتى عودته وسافر مازن إبنها وتركها فى البداية كان يحدثها يوميا ثم اسبوعيا ثم لم يعد يحدثها ولم تكن وردة من مستخدمى السوشيال ميديا ولكن سناء جارتها استطاعت ان تعثر عليه عن طريق الفيس بوك وحاولت مراسلته علها تفرح قلب وردة وتطمئنها عليه فرد عليها إنه تزوج والتحق بعمل كطبيب بأحد مستشفيات لندن وأنه لن يضحى بمكانته ويعود ووالدتك التى تحيا على أمل عودتك وقامت بعمل تسجيل صوتى لوردة فسمعه ورد بتحجر لن أعود وحاولى تتأقلمى وماكان منه الا أن قام بعمل حظر لسناء 

ولصعوبة الموقف انتهزت سناء جهل وردة بالإنترنت واوهمتها ان الشبكة قطعت عنده ومرت الليالى ووردة تتكاثر عليها الديون وإيجار شقتها يتضاعف الى أن فوجئت بيوم بمالك العمارة يطردها من الشقة وهو يلوح لها بذراعيه إن كان ابنك رماكى أنا حبقا عليكى حاولت سناء تقف بوجه إلا أنها لم تستطع بمفردها فأخذتها بشقتها واستأذنتها لتذهب شغلها ووعدتها أنها سوف تقوم بعمل أجازة يومين وتقعد معها 

نزلت سناء وبعدها نزلت وردة ودموعها تغرق وجنتيها وهامت على وجهها بشوارع العاصمة إلى أن فقدت اتزانها من كثرة التعب والأرهاق وعدم النوم وكانت كلما حاول أحد التحدث اليها تتمتم دعونى فقد تركنى ولدى وانهارت وردة بالبكاء ولكن أميرة اخذتها الى إحدى دور رعاية المسنين ووعدتها بزيارتها ولم يهدأ بال أميرة حتى وصلت لسناء جارة وردة حتى يتسنى لها التواصل مع ذاك الابن العاق وبالفعل نجحت فى الوصول اليه وراسلته وأرسلت له صور أمه وردة وهى تفترش الأرصفة ولكن هل رق قلبه لأُمه ؟

 فقد طلب من أميرة أن تذهب وتحدثه وهى مع وردة كى يستطيع التحدث إلي وردة ووعد أميرة بمراعاته لوالدته ووعدها بسماع مفاجئة تسعدها

وذهبت أميرة الى وردة تزف اليها البشرى وفتحت متحادثة ڤيديو

 كى يرى أمه وتراه هى فإذا به يطلب منها عدم محادثته ثانية وألا يحدثه أحد من طرفها ثانية ونهرها بشدة أنا أصبحت بمكانة عملية لا أستطيع التخلى عنها بالعودة ونزلت كلماته على وردة كالصاعقة وعادت تتمتم ولكن تلك مرة فهمها جميع من حولها فقد كانت تتمتم أين ولدى ... هل باعنى أم أغفل صوت دقات قلبى وهوبأحشائى وأخذت نفساً عميقاً وصرخت بصوت مهزوم أنا سامحك الله ياولدى فقلبى لايستطيع الغضب عليك 

ونظرت للأرض وصمتت وأميرة وجميع نزلاء الدار يبكون بشدة 

وطال صمت وردة فنادتها أميرة مرة واثنتين ووردة لا تجيب 

صمتت وردة للأبد فلم يحتمل قلبها تلك الصدمة 

لاقت ربها وهى تردد أنها سامحت إبنها 

وبعد أيام هدأت أميرة وأرسلت برساله لذاك الإبن العاق 

هنيئاً لك المكانة العلمية والعملية التى وصلت إليها 

ولكن كيف ستقابل ربك أيها الإبن العاق الذى حرمه الله أن يأخذ عزاء والدته 

ماتت وردة من وقع كلماتك قتلتها بقسوتك وإنتظر عقاب ربك 

أخذته العزة وقال بإستهزاء البقاء لله 

مرت سنين لا يعلم عددها ألا الله وفوجئت أميرة بمازن يراسلها ويترجاها ان تخبره عن مكان قبر ورده فقد عاد بعد أن فقد الزوجة والوظيفه وتشرد ويريد أن يبكى على قبر أمه ويستسمحها قرأت أميرة وردت بجملة واحدة يمهل ولا يهمل ولولا خوفها من الله ماكانت تذهب إليه ليزور قبر أمه 

واخبرته أنه رغم تنصله لأمه إلا أنها سامحته قبل وفاتها 

إنهار بالبكاء على قبر وردة ولكن كعادة معظم الأبناء 

ندم بعد فوات الأوان 

تمت

وفاء صابر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ ما زال ذكرك في الشفاه ♕ بقلم الشاعر : أكرم كبشة

 - ما زال ذكرك في الشفاه نديًا، يُسقي القلوب شرابه القُدسي. صلى الله عليك ما شوق سَرى نحو المدينة بكرة وعشيًا   وَكَم سَاعةٍ مَرَّت بِدَمعي...