شوارع الذاكرة
_______________
ماذا تفعل…؟
ككل ليلة، أعبر شوارع الذاكرة
فأجد غيابك الموحش
يمضغني ويبتلع.
هل تصدقينني لو قلت لك…؟
ككل ليلة، أجد روحي معلقة على
حبل غسيلك الفارغ،
نسيتها هناك منذ دمعتين وتلويحة
وداع.
الحزن والقهر والانتظار
يرضع منها.
وما عساني أن أفعل…؟
ككل ليلة، أسمع طنين صفعة أبيك
على وجهي
حين قبض عليّ متلبساً بمداعبتك
ممسكًا بأناملك،
أقيس نعومة كفيك على مقياس
اللهفة والشوق والفراغ في داخلي.
صدقيني لو قلت لك…
ككل ليلة، نافذتك نصف مفتوحة
تؤهمني بظهورك، فأنشب مخالب بصري
في زجاجها المتسربل بالضوء الخافت
بغبطة طفل ينتظر بشائر فجر يوم عيد
ليرتدي ملابسه الجديدة.
ككل ليلة، أجد المدينة أرملة حزينة
فضت بكارتها أول رصاصة للحرب،
صارت أكوام متاريس وأرصفة من شظايا
متناثرة، تنجب المتشردين والمجانين
والكلاب المسعورة.
حين أعبر شوارع الذاكرة
ككل ليلة، أجد أثر خطوات لابتسامات عابرة
أكلها الوقت حين جاع وترك أثرها
على رمال الحنين،
أجد السنوات البشعة قد اغتصبت عمري،
أجد مشاعري حُبلى بالحزن،
أجد الكآبة والترهلات خصوبة مرتفعة
في وجهي.
سعيد العكيشي/اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق