صفحة من سيرة منسية
""""""""""""""""""""""
لخمسين عاما مضت
كنتُ ذاك الصبيّ،
وكنتُ السعيدَ
وكنتُ الولوع
بصوت الحدا والغناء الجميلْ
وخمسون جرحا
غدت في الفؤاد، ولجّ السؤالُ
فما تاب ذاك الصبيّ الوديع،
ولكنّ درب الرحيل طويلْ.
بخمسين جرحا
لها في انشطار الفؤاد اعتراف،
أُؤَثّث حزني
وأجتازني ذات ليلٍ مريبٍ،
فألقاني في لجّة من صهيلْ
* * *
بخمسين عاما ونَيْفا
طويت المسافات بيني وبيني
ومازلت أوهم نفسي كثيرا
بأنّ الغمام سيهطل سيلًا
وأنّ الحمام سيهدِلُ ليلًا
وأنّ الربيع سيكسو الحقولْ..
تَغنَّى القصيد بخمسين لحنا
توقّعه لوعة الاغترابِ،
يهاجر طيري
إلى ما وراء الصدى والضبابِ،
فتحتُ كتابي
تهجّأت فيه حروف انتسابي
وأسرجتُ للّيلِ خيلَ الفصولْ
عدَدْتُ الجراحَ
على ضفّحة الروح
خمسون جرحا
وما ملّ قلبي انتظار الأماني
وما كفّ عن حلمه المستحيلْ
الهادي العثماني
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق