فلتنتفضْ شعوبُنا
في ليلةٍ سمِعتُ في سكونِها صدى أنينْ
أحسستُ في دخيلتي بغصَّةِ الشَّجى الحزينْ
تخنقني ، وآهةٍ تُفشي بما في خافقي
من حرقةٍ ومن أسى يأسٍ دفينْ
من ثورةٍ لاهبةٍ ومن تمرُّدٍ كمينْ
أحسستُ أنَّ العالمَ المحكومَ بالإعدامِ
يبكي بائساً ويستجيرْ
كالطِّفلِ في أنيابِ ذئبٍ جائعٍ
أو في لظى جمرِ السَّعيرْ ...
العالمُ المشنوقُ بالحبلِ الذي
حاكته أيدي المجرمينْ
في غفلةِ الأقدارِ في مجرى الدُّهورْ
أيدي السَّفالةِ التي
بخِنجرِ التَّضليلِ والإرهابِ والغدرِ اللعينْ
ومِديةٍ مصنوعةٍ من الخِداعِ والرِّياءِ والفجورْ
أيدي النَّذالةِ التي
كانتْ ولا تزالُ تَسفحُ المنى
وتذبحُ الآمالَ والأحلامَ في القلب الغفورْ
وتأسرُ الشُّعوبَ بالأصفادِ
في زنزانةِ الجهلِ الكفورْ
ففي البدايةِ التي تكوَّنتْ
في إثرها التَّجمُّعاتُ والشعوبْ
تولَّدتْ عصابةٌ من الذِّئابِ الضَّاريهْ
من الوحوشِ والأفاعي الساريهْ
عصابةٌ مهووسةٌ بالظُّلمِ والطُّغيانِ والشّرِّ الذَّميمْ
تنفثُ معْ لُهاثِها المسعورِ أنفاسَ الرَّجيمْ
فتُفسِدُ الأرواحَ بالبغضاءِ والحقدِ اللَّئيمْ
تُلوِّثُ العقولَ بالخُرافةِ الخرقاءِ والفكرِ السَّقيمْ
وكانتِ الشُّعوبُ في جَهالةٍ من أمرِها
مَسوقةً بمنطقِ التَّسليمِ والرِّضى العقيمْ
تقتاتُ من سرابِ أوهامٍ تُمنِّيها بلذَّاتِ النَّعيمْ ......
مَسكينةٌ تلك الشُّعوبُ السَّاهيهْ
تَجترُّ أوجاعَ الشَّقا مسحوقةً وراضيهْ
عن حقِّها المسلوبِ تبدو في سباتٍ غافيهْ
وفي لظى النِّيرانِ تُشوى ثمَّ تَخشى الهاويهْ..
أليستِ الحياةُ في ظروفِ عيشٍ ضاريهْ
هي الجحيمُ المُختشى ؟؟؟
جهنَّمٌ والهاويهْ ؟؟؟
فلتنتفضْ شعوبُنا المقهورةُ المعانيهْ
لتستعيدَ حقَّها وتستردَّ العافيهْ
وتَبتني فردوسَها المأمولَ بيتاً للجميعْ
لا سيِّدٌ يَطغى ولا عبدٌ وضيعْ
الكلُّ يَحيا في ظِلالِ عدلِها مكتفياً وآمناً
الذِّئبُ والضُّرغامُ والظَّبيُ الوديعْ .
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق