** كيف ينزف ليلي **
يا من تحجبت خلف الليل
واعتزلت في ذاك المكان الخفي
فكيف قررت أن لا تتذكري يوم ميلادي
وأغنيتي بلحنٍ منك تهز كياني
وكيف اخفي شوقي وأقتله
وجمالك في كل مكان يحييه ويعذبني
كيف أطفئ النار الموقدة في جوارحي
وأنت الساكنة في أعماق صدري
كيف أقتل جميع العواطف
وألغي هذا الشوق تحت دفاتري
وفي هذا الغياب مفردات
تغتال يام عمري ولا تكتفي .
إمرأة هزت كل أحلامي
وطغت بكبرياؤها شبابَ المنى
لم أعرف كيفَ بعثرتْ كلماتي
تحت لساني وقبلتْ أن تتخلى
والقلب محفوف لها بالاشواق
ولا أقدرُ أن أطمُسَ أحلامي الحبلى
رغم أن في شفتي لحنٌ
يحتل جدار الليل على الربابى
وقلبي الذي يهواها بشرائعه مقيد
وفي أجفاني أراها الجمال والهنى
وبين بساتين الازهار حورية
بخصرها تطوف وتتماشى
تجثت والفؤاد حزين ومنكسر
ومن سواها يظمني حتى اتعافى .
سكرت فلم ألق غير هواك
يحتضن كأس مع الدمع ويتحاكى
والحنين يأخذني إلى قبلات من رحيق
إذا إلتقينا فوق جسر الهوى .
كيف أغلق دفاتري
ولا سبيل لي إلا أن لا أكتب بحبر القلم
كيف لا أنظر إلى الشفق
وأرمي بالذكرى تفاصيل هذا الحلم
وكيف أترك الرقص
على إيقاع الكلمات وكأس الروم
والشوق يذوب حشاشتي المرهفة
واستوطن الشجن على شدى الغرام
وفي جنح الدجى أمشي على جراحي
رغم عمري بقايا جسد محطمٍ
من الماضي السحيق،ضم صروف الظهر
وجاء يلقي خلف الليل الهموم
فلا تمزحي شعري في وضح النهار
وتقضي على أخر قصيدة في الظلام .
** عزالدين بالعتيق **
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق