.................. بَيْنَ الْعَقْلِ وَالْقَلْبِ ..................
... الشَّاعر الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
كَمْ سَأَلْتُ الْقَلْبَ عَنْ فَتَاةٍ
قَدْ رَأَتْنِي في الْطَّرِيْقِ
نَظَرَتْ نَحْوِي بِعَيْنَيْهَا نَظَرَاتُهَا
أَشْعَلَتْ في قَلْبِي حَرِيْقِي
هَلْ هَوَتْنِي رُبَّمَا لَكِنَّ
قَلْبِي جَاهِلٌ عِشْقَ الْعَشِيْقِ
وَسَأَلْتُ عَقْلِي هَلْ صَحِيْحٌ
نَظَرَاتُهَا نَحْوِي نَظْرَةُ رَفِيْقِ
أَمْ أَنَّ نَظْرَتَهَا إِلَيَّ عَابِرَةٌ
وَأَنَّ تَفْسِيْرِي كَتَفْسِيْرِ الْغَرِيْقِ
يَرَى الْقَشَّةَ مُنْقِذَةٌ لَهُ
وَلَيْسَ بِمَقْدُورِهَا إِنْقَاذَ الْشَّقِيْقِ
ضَحِكَ الْعَقْلُ مِنَّي سَاخِرَاً
لَا تَدَعْ قَلْبَكَ يُلْقِيْكَ بِضِيْقِ
أَعْمِلِْ الْتَّفْكِيْرَ في كُلِّ أُمُورِكَ
وَاجْعَلِْ اِلْعَقْلَ لَكَ كَالْصَّدِيْقِ
الْهَوَى في الْقَلْبِ يُعْمِي بَصِيْرَتَهُ
وَالْعَقْلُ دَائِمَاً مُنِيْرٌ لِلْطَّرِيْقِ
إِنْ شِئْتَ وَازِنْ بَيْنَهُمَا فَلَا
يَطْغَى لَدَيْكَ فَرِيْقُ عَلَى فَرِيْقِ
فَالْقَلْبُ يُعْطِيْكَ الْسَّعَادَةَ رُبَّمَا
وَالْعَقْلُ دَائِمَاً يُشِعُّ بِالْبَرِيْقِ
مَا سَارَ اَمْرَؤٌ خَلْفَ الْهَوَى إِلَّا
وَضَيَّعَهُ الْهَوَى وَصَاحَ بِالْنَّعِيْقِ
وَسَارَ في الْدَّرْبِ عَلِيْلَاً نَادِمَاً
تَبْكِي عَلَيْهِ ذَرَّاتُ الْطَّرِيْقِ
وَصَارَ يَنُوحُ حَيْثُمَا اِرْتَحَلَ
وَحَدِيْثُهُ صَارَ شَبِيْهَاً بِالْنَّقِيْقِ
أَمَّا الْحَلِيْمُ ذُو الْنُّهَى فُرِشَتْ
لَهُ الْدُّرُوبُ بِالْجَوَاهِرِ وَالْعَقِيْقِ
فَكُنْ مِمَّنْ لَهُ عَقْلٌ يُنِيْرُ دَرْبَهُ
وَاحْذَرْ هَوَىً يُلْقِيْكَ لِلْحَرِيْقِ
إِنَّ الْعُقُولَ لِلْتَّفْكِيْرِ قَدْ خُلِقَتْ
أَمَّا الْهَوَى فَنَزْوَةٌ ضِيْقٌ بِضِيْقِ
فَكِّرْ قَبْلَ وُقُوعِكِ في الْهَوَى
وَاسْأَلْ فَتَاتَكَ هَلْ تُرَاكِ بِيَ تَلِيْقِي
أَمْ أَنَّ هُنَاكَ في حَيَاتِكِ حَاجِزٌ
يَفْصِلُ مَا بَيْنَ طَرِيْقِكِ وَطَرِيْقِي
وَلَا تَكُنْ مِمَّنْ هَوَاهُ يَسُوقُهُ
إِلَى الْضَّيَاعِ وَإِلَى حَبْلِ الْشَّنِيْقِ
.....................................
كُتِبَتْ في / ٢٧ / ٦ / ٢٠١٨ /
... الشَّاعر الأَديب ...
....... محمد عبد القادر زعرورة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق